في الأسبوع الماضي نظمت قناة الساحل الموريتانية ندوة حول الإرهاب والتحديات الامنية في منطقة الساحل شارك فيها اربعة خبراء موريتانيين. وقد أثار أحدهم كون الإرهاب قديما وباق إلى الأبد. وشرح أن محل التأمل حوله كظاهرة ليس ديمومته أو عدمها.. بل صبغته الإيديولوجية التي تتغير باستمرار. مبينا أنه في النصف الأخير من القرن الماضي كان يساريا واشتراكيا. ومن ابرز وجوهه في تلك الفترة: عصابة آبادير، فرع الجيش الأحمر، كارلوس...
أما اليوم يقول هذا الخبير فإن الظاهرة ارتبطت لدى الرأي العام بجرائم العنف التي يقوم بها منفذوها تحت ذريعة " الإسلام" لحد أصبحت معه كلمة "إرهاب" مرادفة لعبارة "الإرهاب الإسلامي" التي شاع استعمالها في الغرب على نطاق واسع. غير أن الإرهاب ليس له لون ثابت. وتطور التيارات اليمينية المتطرفة في الغرب وانتشار ثقافتها الداعية إلى العنف وإلى عدم قبول الآخر خير دليل على ان روافده الفكرية متنوعة. وقد بلغ انتشارها حدا لا يمكن إلا وأن يؤدي في النهاية إلى جرائم مسلحة ترتكب تحت ذرائع سياسية وإيديولوجية "مرجعيتها" ليست بالضرورة الدين الإسلامي.
وصاحب هذا الطرح لم يخالفه الرأي ولم يعترض عليه أي من المتدخلين في الندوة: لا الضيوف الثلاثة الآخرين ولا الصحافي المحاور. وإضافة إلى تقبل رأيه من طرف مشاركيه في النقاش، فإن حدثا جديدا وبالغ الخطورة برز منذ ساعات ليبرهن على صحة ما ذهب إليه. يتمثل الأمر في اعتقال خلية تتكون من فرنسيين من اقصى اليمين المتطرف يشتبه في تحضيرها لعمليات إرهابية في فرنسا. وهذا يدل على أن الدخول في نمط جديد من الإرهاب لا يمتطي الخطاب الإسلامي قد بدأ فعلا.. بل إن خطوات خطيرة تم قطعها في هذا المنحى كما يتبين من الفيديو التالية المتعلقة بملف الخلية الإرهابية السابقة الذكر التي تم اعتقالها أمس من طرف شرطة محاربة الإرهاب الفرنسية. وهي تتكون من عشرة فرنسيين يتزعمهم شرطي متقاعد يقارب عمره 70 عاما. وقد عثر على أسلحة وقنابل في مخابئ تابعة لها. ويبدو أن العلميات التي كانت تحضر لها كانت تستهدف المسلمين والمساجد في فرنسا بالدرجة الأولى وكذلك بعض الزعامات اليسارية مثل جان لوك ميلانشون والناطق باسم حركته.
https://www.bfmtv.com/mediaplayer/video/ultra-droite-un-nouveau-terroris...
تصنيف: