الجامعة مكان الوقار والهيبة والقداسة لما ترمز له في أذهان روادها وحتى أذهان من لم يزرها يوما ,لما تحيل إليه من قيم الوعي والمعرفة والديمقراطية و..., وهي قضايا إن لم يتمثلها أهل الجامعة صلي عليها أربعا , لذلك أردت أن أنثر بعض الملاحظات التي استدعاها مني قراءة المقال المعنون ب : "ولد شامخ مكر سياسي وتزوير انتخابي" والموقع ب "بقلم : د.محمد ولد أحمد".
ولأنني لا أعرف هل الاسم لمسمى بعينه أم جماعة سياسية لها حساباتها أم أنه شخص يفضل عرض رأيه من وراء التخفي الذي يذهب بهاء الحوار والنقاش الهادف , وإلى حين معرفة صاحب المقال والمقصود من نشره في هذه اللحظة التاريخية التي تنادي الجميع للانسجام والتعاضد بدل الشحناء وخطابات التأزيم والتشنيج فإنني أسجل ما يلي :
1-لا أعتقد أن كاتب المقال من الوسط الجامعي الذي خبر التعدد والاختلاف , بل وعلمه للناس على مر الزمن , وإلا لترك للمقترعين حق التعبير عن خيارهم النقابي لكي لا يهبط خطاب "المهزوم" إلى حضيض "هبوط" المنتصر!
2-لا أريد وصم المنتسب في الماضي للحزب الجمهوري الديمقراطي الاجتماعي ب"منتهي الصلاحية السياسية" , كي يبقى فينا " من الروح ما يحلل النعجة" إذ أغلب قادة الفكر والرأي تخرجوا من تلك المدارس , كما يتعذر إقصاء سياسي يحمل مشروع التغيير البناء لمجرد انتسابه في السابق لهذا التيار أو ذاك!
3-لا أعتقد أن الانتساب لأحزاب سياسية وحركات فكرية في الماضي يمنع من دعم مشروع فخامة الرئيس الإصلاحي وإلا فمن البريء من ذلك؟! فالذين ينهمكون فيه متناسيين مشاغلهم الخاصة تكثر فيهم صفة الانتساب لحركات وتيارات وطنية مختلفة ,بل ولعلهم من أكثر الناس ولاء للمشروع الوطني الذي يدافعون عنه علانية ولا يستترون وراء الأسماء إذ كيف تدخل معركة "شريفة" ولا تعلن عن نفسك ؟!
ولد شامخ الذي أعرف شخصيا يختلف تماما عن المواصفات التي بسطت "لخدمة" التغيير البناء "ووحدة" صف الأغلبية فلو كان من أهل الفساد لكان من أول المعينين في الأنظمة السابقة , إذ ما الذي يمنعه مادام من أهل "الفساد" وهي أنظمة فساد وزبونية؟!!.
عرف النقيب الجديد –الذي انتزع ثقة الإطار الأكاديمي الموريتاني- بالتواضع والهدوء وحب العافية وعدم الإساءة إلى الناس والانضباط الحزبي والوطني يحترس بالصدق وعدم الصدامية ولعل ذلك ما جعل منه "رجل الإجماع" في الحقل الأكاديمي ! , قد يأخذ عليه البعض تقديم مصالح الوطن وقضاياه السياسية على مصالح الجهات والقبائل والفآت التي درجت على "حوش النار لكسرتها " وعدم الانفصال عن رفاق وزملاء الماضي حتى ولو اختاروا المعارضة !, ومن يعرف الرجل "النقيب" يدرك أن ما يميزه من الالتزام الحزبي ووضوح التصور النقابي والعلاقات الحسنة هو الذي يجعل من يسبه لا يجاهر بنفسه حيث لن يصدقه أحد , فولد شامخ استغل خبرته وعلاقاته الطيبة في لملمة شتات أكبر نقابة عرفها التعليم العالي , إذ لا يعقل أن يكون قرار أكثر من 600 أستاذ هابطا بأي معنى !!
وحسنا فعل الكاتب إذ لم يفصح عن نفسه لأن الانتساب للتعليم يمنعك من الكثير من "الهبوط" فما بالك بالمنتسب للتعليم العالي , ولا أعتقد أن من يقف وراء هكذا تصرفات يخدم النظام ورئيس الجمهورية , بل لعله مندس وراء شعارات "الولاء" التي تنتفي بعدم الاحتفاء بأول نصر ساحق للأغلبية ولحزب الاتحاد من أجل الجمهورية في المجال النقابي على مستوى التعليم العالي, مرغ من خلاله كبرياء المعارضين للنظام مع تراب الهزيمة وأظهر أن النظام يعطي للجامعة وأساتذتها-قلب العملية الأكاديمية- عناية مميزة انعكست على هذا النصر الباهر.
لا أريد بل لعلكم لا تريدون مثلى أن " يهبط " الخطاب في أكبر مؤسساتنا التعليمية في وحل الصراعات الشخصية و عيب الأفراد, فلله در القائل:
"إذا رمت أن تحيى سليما من الأذى ودينك موفور وعرضك صين
لسانك لا تذكر به عورة امـــرئ فكلك عورات وللناس ألســـــن
وعيناك إن أبدت إليك معايبــــــا فدعها وقل يا عين للناس أعين
وعاشر بمعروف وسامح من اعتدى ودافع ولكن بالتي هي أحسن"
سيداتي ولد سيد الخير
تصنيف: