كورونا: أصابني الداء، فهل من مسعف ينقذني...!

إن كنتم مثلي فتيقنوا أن الوباء لحق بكم، واعتقد أن جلكم مثلي؛ نعم: لقد مسني الضر ولو أن أعراضه علي قد لا تظهر لغيري؛ وكذلك فإن أدوات تشخيصه، فاقدة لمن تتوفر له ولمن يعرف كيف يوظفها. 

ذوو الاختصاصات في علم النفس وفي علم الاجتماع مصابون بدورهم.. والأطباء والبيولوجيون غير معنيين بالمشكلة.. وهم أيضا بعيدون كل البعد من أن يكونوا في مأمن من الداء. أما المشعوذون، فحدث ولا حرج : أصابهم البلاء وبقوا عاجزين، مربكين. ومَن منهم غامر وزج بنفسه في الموضوع، لم يفلح في مبتغاه:  كذبت تنبؤاته وخابت ظنون الناس فيه.

 القضية -خلافا لما بدأتم تتصورون- لا تتعلق بإصابتي ولا إصابة أي فرد من أسرتي بفيروس كوفيد 19.. بل بتداعيات الجائحة التي أوقعت فكري وأهلي في حجر مقيت: كل ما يمر ببالي ويشغل أبنائي هو كورونا.. يغمر خيالي.. قلمي لا يسيل إلا به.. ونادرا ما ينطق لساني بسواه، أو تسمع اذني غيره... 

فأين المفر من هذا الضغط الطاغي والسجن البغيض؟

المفارقة المرة والغريبة أن مفتاح الخلاص ليس سوى مكوثنا في هذه الزنزانات المبهمة، التي لا شكل لها ولا لون.. تعزلنا عن الناس وتفرض علينا شتي القيود.. هي المرض بذاته، وإن كان إسمها لا يوحي بفظاعتها الخفية: "الإجراءات الاحترازية" أو "الحجر الصحي".

 فاللهَ ادعوك الفرجَ، وهل من مغيث سواك...!

البخاري محمد مؤمل (اليعقوبي)

تصنيف: 

دخول المستخدم