بعد التحية والتقدير.. كم وددت أن أخاطبكم خطابا هادئا وودودا أداته لغة جميلة ولطيفة وأسلوبه شاعري رقيق، يهنئ بعيد الفطر السعيد الذي أظلنا بعد أن أنعم الله علينا بصوم شهر رمضان المبارك وقيامه؛ ولكن هيهات! لقد حال الجريض دون القريض!
بفمي (يا بلاد) ماء كثير ** كيف يشدو من كان في فيه ماء
لقد تمردت لغة التهاني والأماني، وتمنع أسلوب التواصل والتواد، وتوحش الشعر، وتبلدت المشاعر في عالمنا الرهيب الذي لم يعد يوجد فيه ما يدعو للتفاؤل والأمل مهما حاولنا أن نتشبث بأذيال الحياة!
أصخرةٌ أنا مالي لا تحركني ** هذي المدام ولا هذي الأغاريد؟
هل نسيتم أنه يستمر على مدى خمسة عشر عاما بالتمام والكمال - أي منذ غزو أمريكا للعراق وأفغانستان- نزيف الدم العربي والإسلامي ليل نهار دونما توقف أو تراخ، ويجري تدمير ممنهج للعالم العربي والإسلامي وللحضارة العربية والإسلامية والكونية. وذلك من طرف غزاة وغلاة همج برابرة متوحشين لا إلَّ لهم ولا ذمة، يرفعون كافة ألوان وأنواع الرايات واللافتات والشعارات؛ بما في ذلك راية الإسلام وكلمة التوحيد: لا إله إلا الله محمد رسول الله!
أو لم يفجروا ويدمروا العراق وأفغانستان وباكستان وليبيا وسوريا واليمن، وها هي ذي معاول الهدم والتدمير تعمل في مصر والسودان وإيران ولبنان والمغرب العربي، وما يدريك بما يبيت في الجزيرة والخليج!
وإذا نسيتم أو تناسيتم تذكركم محرقة الموصل وتفجير مسجد النوري العتيق ومنارته الحدباء أول أمس، ومحاولة تفجير المسجد الحرام في شهر "حرام" أمس على رؤوس الطائفين والعاكفين والركع السجود!
فأي دين هذا وأي خلق وأي ثقافة وأي نهج؟ ولماذا؟ ولمصلحة من؟
والأدهى من ذلك وأمر - إن كان ما هو أدهى وأمر-أن المناهج والعقائد والسلوك والسياسات السائدة والمتبعة في عالمنا العربي والإسلامي تعرت تماما من الأخلاق، واتخذت من المادة معيارا وقبلة وبوصلة تهتدي بهديها! فأين الملاذ؟ إنه في "طريق الحرير"! فـ "يا سرية الجبل"!
إن الحق، أحق أن يتَّبع؛ وسوف يتَّبع، وينتصر؛ إن عاجلا أو آجلا..وإنالأمم لا تموت.
اشتدي أزمة تنفرجي**آذن ليلك بالفــرج.
تصنيف:
