عيد الأضحى.. وحديث النفس المعاد عند الداه

بينما كان الداه يتجول في أحد أسواق العاصمة المليئة هذه الأيام بالبضائع المتناثرة على الأرض وفي رفوف المحلات التجارية، كانت الأصوات تزدحم في أذنيه : بعضها موسيقى.. وفيها تلاوة القرآن الكريم.. ومنها ضجيج  مزعج...

 ومن أشدها إحراجا له تلك التسجيلات الصوتية التي تروج للسلع بمناسبة عيد الأضحى المبارك. ضايقه كثيرا  لفظ "50" وتيقن أنه هو الكلمة المفتاح في فضاءات السوق لكثرة ورود هذا العدد وتردده دون انقطاع في هذه الضوضاء.

وكانت زوجته وابنته الكبيرة تكرره بعد عودتهم إلى البيت من تلك الزيارة الاستطلاعية للسوق وهما تمزحان لدرجة أنهما  نسيتا مؤقتا حرارة الطقس داخل الغرفة ونسيتا ربما وجود رب الأسرة. أما الداه فكان باله شاردا.. مشغولا: لم يشاركهما فرحتهما...  

لقد انساب إلى مسامعه من جديد مقطع  من حديث قديم بين رجل وإحدى بناته السبع.. تذكر ليلة البارحة مقطعا منه كان يطفو على سجل ذكرياته من حين لآخر منذ ان دونه منذ سنتين في شكل كاريكاتور رسومها مستعارة  وكلماتها حديث معاد : في هذه السنة يلتقي الطقس الحار مع الأغراض الأخرى للعيد في هذه الكلمة. غير أن تكرارها باستمرار متبوعة في كل مرة بعبارة "ألف اوقية" لا يطاق ǃ

فما كان بوسعه إلا أن توسل إلى الله العلي القدير.. خفية وتضرعا في نفسه.. أن يُيسِّر أمره و يرفع عسره.. على نية أن يعود إلى السوق بعد ساعات من هذا اليوم رفقة ابنتيه وأمهما إن هن قبلن صحبته  من جديد؛ أي : إن هو استطاع لذلك سبيلا.

البخاري محمد مؤمل 

تصنيف: 

دخول المستخدم