عضو في الحكومة يستحي من تسمية حزب مسعود ولد بلخير .. وينتقده بشدة...

رد محمد اسحاق الكنتي- نائب الوزيرة المكلفة بالأمانة العامة للحكومة والكاتب والسياسي المعروف بولائه للرئيس محمد ولد عبد العزيز- رد في تدوينة نشرها على الفيس بوك على بيان صدر عن حزب التحالف التقدمي الشعبي (APP)  الذي يتزعمه مسعود ولد بلخير. جاء في البيان أن الحزب "يشجب بشدة هذه الجريمة غير المسبوقة التي ارتكبتها الحكومة الموريتانية".

ويشير (APP) هنا إلى حادثة إطلاق النار من طرف خفر السواحل الموريتانية التي سقط ضحيتها صياد سنغالي الأيام الماضية. حادثة لم تعتبرها السلطات السنغالية ولا الموريتانية جريمة. وهذا ما ركز عليه الكنتي في مقاله " بعز وطن، أو بذل معارض..." دون أن يذكر حزب التحالف ولا رئيسه بالاسم.

الأمر الذي لم يمنعه من أن يستغرب بقوة بيان التحالف ولهجته المتشددة ضد موريتانيا ، مبرزا أن الطرف السنغالي اتخذ موقفا توافقيا مخالفا تماما ورافضا لأي استغلال للقضية من شأنه  تأزيم العلاقات بين البلدين. واستشهد الكنتي بموقف رئيسي البلدين الذي تضمنه البيان المشترك الصادر في اعقاب زيارة ماكي صال الاخيرة لموريتانيا: 

" وعبر الرئيسان عن أسفهما البالغ اثر الحادث الذي أدى إلى مقتل صياد سنغالي بشكل غير متعمد على الشواطئ الموريتانية، كما عبرا عن أسفهما كذلك على عمليات الإتلاف التي استهدفت متاجر الموريتانيين في مدينة سينلوي"

وقد عرف مسعود ولد بلخير بكونه ميالا إلى المناورة. فهو من الأحزاب المحاورة.. كما عرف بخرجاته الإعلامية المثيرة للحيرة : تارة مع النظام وتارة أخرى يعارضه بشكل غريب كما هو الحال في الواقعة الراهنة.. وكما ظهر سابقا في أول تصريح صدر عن مسعود بعد عودته من العلاج في دولة الإمارات. حيث ذكر دعم الرئيس محمد ولد عبد العزيز له أثناء علاجه. فقال متهكما " "واشهد أمامكم  أن هذا هو الرأي الصائب الوحيد الذي قد سمعته منه."

وقد أثار تصريحه حينها استياء قويا حتي في حزبه الذي حاول أن يداوي بعد ذلك في بيان رسمي خرجة رئيسه الإعلامية غير الموفقة.

---------------------------------------

" بعز وطن، أو بذل معارض.../ محمد اسحاق الكنتي

أظهرت زيارة الرئيس السنغالي لبلادنا، والبيان المشترك الذي تمخضت عنه عمق العلاقات الأخوية التي تربط بين الشعبين الشقيقين، وحرص القيادتين الموريتانية والسنغالية على تطويرها. كما أبانت، إن كانت هناك حاجة إلى بيان، عن السياسة الخارجية التي تنتهجها بلادنا في ظل قيادة فخامة الرئيس السيد محمد ولد عبد العزيز؛ سياسة قائمة على حسن الجوار والاحترام المتبادل لسيادة الدول وحقها الكامل في تطبيق قوانينها الوطنية على أراضيها، وفي مياهها الإقليمية وأجوائها. فقد جاءت عشرية "وجاز دفع صائل..." بعد عقود من آلام الخد الأيسر بعد الخد الأيمن، لتكتسب بلادنا احترامها بين الأمم، ويحسب الحساب لرد فعلها... فقد جاءنا من الشمال من يسارع بحمل الاعتذار الصريح والأسف الشديد حين تطاول معرف بالإضافة على تاريخنا الذي يجهله، فطوينا الملف تكرما، وجُرد المتطاول ليعود نكرة مقصودة. واليوم جاء من الجنوب جار عاقل يحمي مصالحه عندنا بالتأكيد على احترام سيادتنا الوطنية، ويضع الحادث المؤسف الذي وقع في مياهنا الإقليمية في سياقه الصحيح. ولعل الوطنيين الموريتانيين أدركوا من هذه الحوادث وطريقة معالجتها، رمزية الخطين الأحمرين اللذين ازدان بهما علمنا الوطني... لكن المؤسف حقا أن موريتانيين آخرين ينتمون للمعارضة "الوطنية" بادروا إلى طعن جيشنا الوطني في الظهر في وقت يؤدي فيه واجبه الوطني على أكمل وجه مرابطا على الثغور، ومساهما في نشر الأمن والسلم في بلدان شقيقة. فأصدروا بيانا، بألفاظ شنيعة، " يشجب بشدة هذه الجريمة غير المسبوقة التي ارتكبتها الحكومة الموريتانية"!!! لقد صنف الحزب السياسي المعارض الحادث توصيفا قانونيا دقيقا "الجريمة" دون أن يكون مؤهلا لذلك، أو يمتلك أدوات تخوله إطلاق هذا اللفظ الشنيع. فليس في الحادث أي ركن من أركان الجريمة، وليس من اختصاص الأحزاب السياسية الخوض في الحوادث بلغة أهل الاختصاص. أما وصف "الجريمة" ب"غير المسبوقة" فهو من طرائف المكتب التنفيذي. فهذه الحوادث المؤسفة تحدث في مناطق التماس بين الدول. وقد أبدى الرئيس ماكي صال أسفه لحادث مشابه قتل فيه مواطنان غينيان بنيران سنغالية... ونحن على يقين من أن أيا من أحزاب المعارضة الوطنية السنغالية لن يصدر بيانا " يشجب بشدة هذه الجريمة غير المسبوقة التي ارتكبتها الحكومة السنغالية"، ولم يذكر الحزب "الوطني" المعارض شيئا عن ترويع الجالية الموريتانية في اندر، ونهب ممتلكاتها!!! فأي منطق هذا الذي يجعل حزبا سياسيا يتطلع إلى تمثيل الموريتانيين، ويسعى إلى كسب أصواتهم في استحقاقات انتخابية على الأبواب، يتجاهل الاعتداء عليهم ونهب أموالهم، ويتهم جيشنا الوطني بارتكاب "جريمة" الدفاع عن مياهنا الإقليمية، وحماية ثروتنا السمكية!!!
لقد أعطى البيان المشترك الصادر في أعقاب زيارة الرئيس السنغالي توصيفا دقيقا للحادثين المؤسفين.." وعبر الرئيسان عن أسفهما البالغ اثر الحادث الذي أدى إلى مقتل صياد سنغالي بشكل غير متعمد على الشواطئ الموريتانية، كما عبرا عن أسفهما كذلك على عمليات الإتلاف التي استهدفت متاجر الموريتانيين في مدينة سينلوي" 
لعل الذاكرة تعود بالوطنيين الموريتانيين إلى حوادث ماضية أليمة حُملنا مسؤوليتها كاملة ولم يحظ مواطنونا الذين قضى بعضهم حرقا في الأفران بكلمة عزاء واحدة، ولم يعوضوا أوقية ولا افرنكا عن أموالهم المنهوبة... آلاف الدكاكين والبيوت والمؤسسات في المدن والقرى، ذهبت مع الريح!!! أما اليوم فالأسف على الضفتين، وإن تقررت تعويضات فستدفع لكل المتضررين.
لقد أكد ماكي صال على ضرورة احترام السيادة الوطنية الموريتانية، وهو ما أصبحنا قادرين على فرضه بإرادة سياسية لا تساوم على الشرف والكرامة وإمكانيات يندم من يتحداها. وفي كل مرة تثبت قيادتنا الوطنية جدارتها في إدارة دفة البلاد وتتلاحق إنجازاتها على المستوى المحلي والدولي، وتراوح معارضتنا مكانها متخلفة عن الوطن ومحتفية بأجانب يلقنونها درسا في الوطنية حين يتمنون التحاف علم تنكر له "أهله"، أو يردون عليها وصفها "الجريمة"... لتستمر مسيرتنا المظفرة بعز وطن، أو بذل معارض..."

 

تصنيف: 

دخول المستخدم