سخرية مسعود ولد بلخير من الرئيس.. وثنائية سلوكه: فيديو نموذجا...

قال مسعود ولد بلخير فور عودته من أبو ظبي التي كان يتلقى فيها العلاج أنه يشكر الرئيس محمد ولد عبد العزيز لكونه وجهه إلى دولة الإمارات التي أثنى عليها مسعود كثيرا وأفاض في شكرها لحد المبالغة. بينما كان هو ينوي الذهاب "إلى وجهة أروبية"، حسب قوله.. وأنه قبل برأي الرئيس ولد عبد العزيز.

ثم أضاف أمام الصحافة وأمام حشد هام من مستقبليه، بأسلوبه الساخر المتذمر المعهود : "واشهد أمامكم  أن هذا هو الرأي الصائب الوحيد الذي قد سمعته منه."

وهنا لا بد من طرح الأسئلة التالية : كيف ولماذا مسعود يتناسى القضايا السياسية الجوهرية الأخرى التي تقاسم الرأي فيها مع الرئيس الموريتاني الحالي: دعمه للرئيس سيدي ولد الشيخ عبد الله في الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية التي فاز فيها الرئيس السابق..رفضه للربيع العربي ولمن حاولوا تصديره إلى موريتانيا.. مشاركته في الحوارات السياسية المختلفة التي دعا لها ولد عبد العزيز والتي عمل ولد بلخير بنشاط في سبيل تحقيق مخرجاتها... هذا على سبيل المثال – لا الحصر ؟ أهو كان خاطئا في مواقفه من هذه المسائل كلها لما شاطر ولد عبد العزيز الرأي حولها؟ أم هل السبب يعود إلى كونه ينسى الآن صواب الرئيس فيها لأن تلك القضايا تُعنى بالشأن العام ولا تتعلق بصحة مسعود ولد بلخير شخصيا؟ 

لا نعتقد ذلك. بل نرى أن مسعود تعمد فقط السخرية السياسية كأسلوب تشويق متذمر يُوجه من خلاله رسالة غير مباشرة إلى بعض الفاعلين السياسيين.  مفاد رسالته : إنه ما زال يُحسَبُ له حسابه كزعيم في المعارضة، رغم المرض الذي اتعبه. وليعلم ذلك  خصومه في المعارضة باطيافها المختلفة: منافسيه في قطب المعارضة المحاورة وخصومه المتشددين في قطب المعارضة المقاطعة.

 إلا أنه في هذا الظرف بالذات لم يكن حقيقة بحاجة لهذا النوع من السخرية السياسية: فهو لا يليق بمقام كهذا يعبر المرء فيه عن اعترافه بالجميل لرئيسه الذي  لعب دورا حاسما في قضية علاجه، حسب شهادته هو نفسه.. في حين كان يبالغ  في مدح دولة مضيفة اجنبية رئيس بلاده هو من وجهه إليها.. لأن ما صدر عن مسعود عبر سخريته الموجهة ضد هذا الرئيس  قد يشكك في صدق مشاعر العرفان التي عبر عنها أيا كان المتلقي لكلامه. 

غير أن هذا هو المنهج المعهود عند مسعود ولد بلخير في التعامل مع السياسة ومع الحياة  بصفة عامة: الرجل يعيش دائما ثنائية الرضا والتذمر في أن واحد.. وخرجاته الإعلامية قلما تسلم من هذه الثنائية المُؤسِّسة لمساره. 

شفاه الله وأطال في عمره.. ووفقه لأساليب السخرية والدعابة السياسية السليمة لدى الزعماء بشكل ينم دائما عن ذوق رفيع لديهم.

البخاري محمد مؤمل

تصنيف: 

دخول المستخدم