كرر اليوم السيد خالد مشعل الزعيم الفلسطيني والقيادي في حركة حماس ثناءه وشكره من جديد للرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز. جاء ذلك في تصريح أدلى به للوكالة الموريتانية للأنباء (و م أ) بعد استقباله اليوم من طرف ولد عبد العزيز في مكتبه بالقصر الرئاسي.
وحسب (و م أ)، فقد ذكر مشعل "أنه تشرف بمقابلة فخامة رئيس الجمهورية، مشيرا إلى أنها ليست المرة الأولى التي يلتقي فيها بفخامته، وأن هذا اللقاء كان وديا وأخويا للغاية كما ألفه.
وقال القيادي الفلسطيني: "عبرت لفخامة الرئيس عن سعادتي بوجودي لأول مرة على أرض موريتانيا العزيزة، هذا البلد العربي المسلم الأصيل الذي هو، بكل أبنائه ومكوناته، بلد كريم، ولا يسعني هنا إلا أن أستذكر مواقف فخامة الرئيس الشجاعة تجاه القضية الفلسطينية منذ أن أعلن قطع العلاقات مع إسرائيل وتفكيك سفارتها وإزالتها وموقفه المشهود عام 2009 في قمة غزة بالدوحة التي انتصرت لأهل فلسطين وأهل غزة".
وأضاف أن رئيس الجمهورية "ما زالت مواقفه الشجاعة، لصالح فلسطين ولصالح العرب والمسلمين وإفريقيا العزيزة. فله كل التحية وكل التقدير، والتحية كذلك للقيادة الموريتانية وللشعب الموريتاني بكل مكوناته وأطيافه".
وقد سبق لمشعل أن أشاد بقوة بمواقف الرئيس الموريتاني منوها بشجاعته.. في كلمته كضيف خلال افتتاح مؤتمر حزب تواصل الاخواني.
وقد تباين تعاطي الإعلام المحلي والساسة مع تصريحات مشعل وغيره من الضيوف المنوهين بالنظام الموريتاني. حيث حذف أحد المواقع هذا الجزء من خطاب القيادي الفلسطيني.. كما أن احمد ولد داداه رئيس حزب "التكتل" بادر إلى السير في اتجاه معاكس تماما.
ولمَّا أشاد جل الضيوف الأجانب الذين لبوا دعوة تواصل بموريتانيا وبقيادتها، فلم يخف ذلك على المعارضة الموريتانية التي توصف ب"المقاطعة" أو ب"الراديكالية"... حيث حاولوا التعامل مع الموقف بنوع من المرونة تمثلت في أن أكثريتهم وعلى رأسهم خطباء تواصل قد خففوا من لهجتهم الحادة حتى أن البعض رأى في خطابهم الجديد إشارة تقرب من النظام. بينما انفرد احمد ولد داداه عنهم وعن غيرهم "بالهروب إلى الأمام" من خلال تهجمه العنيف على السلطة ورأسها، حسب ما ورد في مقابلة معه نشرتها أمس جريدة "القلم" الناطقة بالفرنسية والمعروفة بخطها التحريري المناوئ جدا للرئيس الموريتاني الحالي. غير أن موقف احمد ولد داداه قوبل بنوع من الاستغراب - والاستياء أحيانا- في الأوساط السياسية الموريتانية بما فيهم أعضاء من حزبه وأصدقائه السياسيين.
وفي هذا الجو العام البعيد عن التأزم، الذي ساده الاحترام المتبادل - رغم شذوذ زعيم "التكتل"، يجوز القول أن ولد عبد العزيز ونظامه هما أول رابح من مؤتمر تواصل الذي اعترفت قيادته وأشادت بالمساعدات القيمة التي قدمت لهم السلطات.. إضافة إلى مناخ السلم والأمن الجيد السائد في البلد؛
جو لاحظه الجميع بدرجة توحي أن مؤتمر تواصل شكل منبرا إعلاميا غير معلن لتسويق رؤية النظام وفق ما أراد لها رأسه أن تكون: أن تظهر بلبوس الاعتدال في التعامل مع الخصوم السياسيين و تحت راية الأمن والاستقرار. وهذه الصورة الناعمة هي فعلا ما خلفه تعاطي الدولة مع مؤتمر تواصل الذي أسدل عليه الستار مساء أمس.
فعسى الفاعلون السياسيون أن يعملوا على ديمومتها وتعزيزها ‼
البخاري محمد مؤمل
تصنيف: