صادراتنا أكبر...

هذا وطننا الذي قدر الله لنا العيش فيه.. لذا كان لزاما علي أن أدلو بدلوي من أجل شعبنا العزيز لأنبهه على بعض المخاطر المحدقة به.

براءتنا حتى لا نقول جهلنا هي أكبر صادراتنا حيث تشترى غالية الثمن في الدول التي ترفعت عن أي اعتبار لأي لون أو عرق... وفهمت ما كنا أولى بفهمه لو كنا تشبثنا بما جاء به مخلص البشرية صلى الله عليه وسلم حيث قال  :

((أيها الناس، إن ربكم واحد، وإن أباكم واحد، كلكم لآدم، وآدم من تراب، إن أكرمكم عند الله أتقاكم، ليس لعربي فضل على أعجمي إلا بالتقوى، ألا هل بلَّغت؟ اللهم فاشهد)). [صحيح مسلم

 

فالتراب تراب قد يكون احد أبنائها يحمل  لون الغرانيت  اوالبزلت اوالنحاس اوالذهب .... اوالماء ولكل دوره في الحياة.

وفي ذلك يقول علي بن ابي طالب رضي الله عنه :

الناس من جهة التمثيل أكفاءُ                          أبوهمُ آدمٌ والأم حواءُ

نفسٌ كنفسٍ وأرواحٌ مشاكلةٌ                   وأعظمٌ خلقت فيهم وأعضاءُ

فإن يكن لهم من أصلهم نسبٌ                      يفاخرون به فالطين والماءُ

يبدأ سوء التفاهم بين عمرو وزيد فيسمعهما’’ برنار’’ في البرصات العالمية فينجذب إلى حيث يقيمان تحت أي مظلة: حقوق إنسان ....تطوع...عمل خيري..تحرر..إعانة أو صدقة يتبعها أذى....

فيظل مقيما يجوس خلال الديار تارة يصطحب زيدا وتارة يرافق عمروا....يعدهم ويمنيهم... لا حبا لهم ولا هو مزكيهم لكنه يخشى كساد البضاعة من أسلحة سهلة الإشهار بين الأشقاء... مواد  مصرطنة .... وخردة لم يكن لها مقام عندهم...والأهم من ذلك أن عمروا وزيدا لابد من إشغالهما بالفتن و النعرات القبلية والعرقية وتذكيرهم الدائم بأصولهم وفصولهم  لكي تبقى بلدانهم في حاجة مستمرة إلى الوصاية الدائمة والتدخل في كل تفاصيل حياتهم دنيوية كانت أم أخروية…فبرنار هذا يظل دائما يجس  نبض الأمة منتهزا فرصة الذين يتبنون قول عمرو بن كلثوم ويعيشون عقدة كبريائه حين  يقول :
أألا لا يجهلنْ أحدٌ علينا             فنجهل فوق جهل الجاهلينا

ونحن الحاكمون إذا أطعنا                         ونحن العازمون إذا عصينا

ونحن التاركون لما سخطنا                       ونحن الآخذون لما رضينا

وأنا المانعون إذا أردنا                  وأنا النازلون بحيث شينا

وأن النازلون بكل ثغرٍ                               يخاف النازلون به المنونا

ونشرب إن وردنا الماء صفواً            ويشرب غيرنا كدراً وطيناً

إذا بلغ الفطام لنا صبيٌّ                    تخر له الجبابِرُ ساجدينا

فهذا النهج الذي ما زال مقبولا عند بعض الناس هو الذي يسبب التخلف فالإكثار من "أنا" قد يسبب العناء...والنهج الذي يصلح لنا لا هو هو ولا الأيام أيامه..

فنحن بحاجة إلى أن نعي وضعيتنا ونعيشها.... نتعاون نتعارف نرص الصفوف ونسد الخلل ويكون شعارنا من يحبنا نحبه ومن لايحبنا نحبه لأننا كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا.  ونتقيد بقول الله تعالى : وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ۚ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34) وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (35) وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ ۖ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (36) صدق الله العظيم.

فانفتاحنا على الآخر لابد له من تسيير و عقلنة فالله تبارك وتعالى أخبرنا أنهم ليسوا سواء و النبي صلى الله عليه وسلم مدح ابن الأريقط بأنه أمين وعلي بن ابي طالب أخبرنا بواقع الناس حيث يقول

تغيرتِ المودة ُ والإخاء      و قلَّ الصدقُ وانقطعَ الرجاءُ

و أسلمني الزمانُ إلى صديقٍ      كثيرِ الغدرِ ليس له رعاءُ

وَرُبَّ أَخٍ وَفَيْتُ لهُ وَفِيٍّ     و لكن لا يدومُ له وفاءُ

أَخِلاَّءٌ إذا استَغْنَيْتُ عَنْهُمْ  وأَعداءٌ إذا نَزَلَ البَلاَءُ

يديمونَ المودة ما رأوني      و يبقى الودُّ ما بقيَ اللقاءُ

و إن غنيت عن أحد قلاني       وَعَاقَبَنِي بمِا فيهِ اكتِفَاءُ

سَيُغْنِيْنِي الَّذي أَغْنَاهُ عَنِّي   فَلاَ فَقْرٌ يَدُومُ وَلاَ ثَرَاءُ

وَكُلُّ مَوَدَّة ٍ للِه تَصْفُو      وَلاَ يَصْفُو مَعَ الفِسْقِ الإِخَاءُ

و كل جراحة فلها دواءٌ    وَسُوْءُ الخُلْقِ لَيْسَ لَهُ دَوَاءُ

ولَيْسَ بِدَائِمٍ أَبَدا نعِيْمٌ      كَذَاكَ البُؤْسُ لَيْسَ لهُ بَقَاءُ

إذا أنكرت عهداً من حميمٍ ففي نفسي التكرُّم والحَيَاءُ

إذَا مَا رَأْسُ أَهْلِ البَيْتِ وَلَّى بَدَا لَهُمُ مِنَ النَّاسِ الجَفَاءُ

سامحوني ...سامحوني ..فانا جاثمة محصورة بين ساذجين أو بريئين وآخر جان.....

لست أدري هل أزيد أحرفي عجمة ...حتى ترقى إلى مسامع الآذان....

أما أنتم سيدي الرئيس جزاكم  الله عنا خيرا فنرجوكم الصبر علينا لأننا نعيش حالة طوارئ عالمية لا مجال فيها للمأموريات و التركيز على تعليم الناس حتى نقضي على الإفراط والتفريط.. وحتى لا نظن أن الليث يبتسم....

 والله ولي التوفيق والقادر عليه

                                                                امبيريكة محمد مؤمل

تصنيف: 

دخول المستخدم