سوف أقاضيك، وأفوز من حيث لا تدري...

الجو لطيق في عشية ذلك اليوم، كنا أربعة أصدقاء أو خمسة مجتمعين حول لعبة "ظامه" تحت شجرة وارفة الظلال على مشارف قرية مالْ؛ قال أحدهم، مشيرا إلي، وأنا اساعد خصمه:

"هذا لمرابط الهابط، ما يسكت فمُّ ؟"

ضحك القوم، وقهقهتُ بدوري بصوتٍ عالٍ، قبل أن أرد عليه:

"سوف ارفع شكوى قضائية ضدك، بسبب إهانتك لشريحتي... وسأكون الفائز في الأخير، من حيث لا تدري".

انفجروا ضحكًا من جديد. ولم يصدقني أحد من الحاضرين، غير نفسي.

كان ذلك فعلا قراري. ولم اهتم كثيرا بإقناعهم بأنني جاد في قولي. كما لم ولن أبوح لهم بدوافعي المكنونة.

لقد اتخذته وأنا على يقين مسبقا من خسارتي أمام المحكمة. لكنني سوف اربح على صعيد آخر: خلق ضجة إعلامية وإثارة جدل ساخن حول الموضوع سيجعلان مني صاحب "قضية سياسية " أتاجر بها عند الحاجة.

البخاري محمد مؤمل (اليعقوبي)

تصنيف: 

دخول المستخدم