ذ. إشدو : ... حتى لا يقتصر الخطاب السياسي على فرقعات الألعاب النارية !

لقد كان مرشح الإجماع الوطني موفقا في افتتاحه لحملته الظافرة من مدينة انواذيبو؛ حيث توجد كثافة سكانية معتبرة، وقاعدة شعبية واسعة داعمة لمشروعه الوطني الواعد، وحيث تنفتح أبواب التقدم والنماء والرقي، بصفة المدينة عاصمة اقتصادية ومنطقة حرة في آن! وقد تحقق الهدف المتوخى من اختيار مدينة انواذيبو الزاهرة عروسا لانطلاق الحملة الانتخابية للمرشح الأمثل! خاصة أن مهرجان الافتتاح كان على المستوى المطلوب جماهيريا، وزانه - شكلا ومضمونا- حضور رئيس الجمهورية والسيدة الأولى ودعمهما للمرشح، والخطاب القيم المرتجل الشامل الجزيل الصادق الذي ألقاه المرشح! وبذلك  كانت محطة انواذيبو ناجحة بجميع المقاييس!

وعلى مستوى العاصمة السياسية انواكشوط،  كان قرار افتتاح الحملة في ملعب شيخه ولد بيديه - رحمه الله- حدثا تعبويا بارزا مكن من سد الفراغ الناجم عن افتتاح الحملة في انواذيبو! وكانت جماهير حزب الاتحاد من أجل الجمهورية والأحزاب الأخرى والمبادرات والهيئات الداعمة للمرشح في الموعد، فملأت الملعب والسوح المجاورة، وبقيت ناشطة حتى الصباح!

لكن أمرا واحدا كدر صفو ذلك المهرجان العظيم؛ ألا وهو صمت وسوء أداء مكبرات الصوت، لحد أن جل الحاضرين لم يسمعوا غير فرقعة الألعاب النارية، ولم يستطيعوا متابعة كلمات منعشي المهرجان، أحرى أن يتابعوا فعاليات وخطاب افتتاح الحملة القيم، التي ظهرت بعض صورها على الشاشات الكبيرة في الملعب دون أن يصاحبها صوت.

وبذلك خسرت حملتنا في انواكشوط تلك الليلة فرصة ثمينة حيث كان بإمكاننا (لو استطعنا في الوقت المناسب ضمان جودة آلات الصوت) توعية وتوجيه عشرات آلاف المناضلين والمؤيدين بأفكار وسياسات وبرنامج مرشحهم المتميز! خاصة أنه من خلال سماع خطابه العفوي الصادق أو تصفحه مكتوبا يظهر بوضوح أنه يجسد المشروع الوطني الوحيد الذي يستند إلى صرح من الإنجازات والبناء والعمران والتقدم، حققه الرجل وفريقه وحَمَوْه خلال العشرية الماضية، ويَعِدُ في خطوطه  العريضة بتحقيق المزيد بناء على أسس علمية وواقعية وطموحة؛ وهو بذلك زعيم! فالرجل لا ينطلق من فراغ كغيره، ولا يقرع أجراس العودة والنكوص إلى عهود الخراب والفساد والاستبداد، وليس نيهيليا (عدميا) ينكر كل شيء ويسبح في سراب ديماغوجي يحسبه الظمآن ماء!

أيها الإخوة قادة الحملة..

دعوا آخرين يحشدون من أجل الحشد! أما نحن فنقدم للمواطن الحقيقة، ونفتح أعينه على ما تم إنجازه في وطنه الذي كان منكوبا بهم، من مكاسب ملموسة يقع عبء حمايتها على عاتقه، وهو جدير بذلك. ونبين له ما يتهدد الوطن من أخطار، وما يبيت له من مؤامرات ومكر سيئ! فليس بالحشد والألعاب النارية والصور المتحركة يحيا ويتسلح الإنسان، أو يعلو ويصان البنيان!

 الأستاذ محمدٌ ولد إشدو

تصنيف: 

دخول المستخدم