من المسلم به أن "اختلاف العلماء رحمة". لكن حين يبلغ التنافر بين المواقف هذا الحد، يصبح الموضوع مثيرا ومحيرا. السيد عبد الفتاح مورو من اهم الزعامات الروحية والسياسية لحزب النهضة التونسي -الإخواني في مرجعيته الفكرية؛ وقد أثنى كثيرا على الفقيد ومدحه لدرجة التبجيل، موظفا في هذا السبيل ثقافته الواسعة في مجال الآداب العالمية وقدراته الخطابية بالإضافة إلى معرفته الجيدة بالسيد الباجي قائد السبسي وبالتاريخ المعاصر لبلاده. ولم يبخل، ولم تخنه العبارات.
في حين، اعتبر محمد الحسن ولد الددو أن "السبسي عدو لله تعالى وان من تابع مواقفه وتصريحاته وما يتحدث به عنه الناس عرف أنه عدو لله" حسب ما نقل موقع الأخبار ميديا عن ولد الددو. واعلن أنه "كافر تحرم الصلاة عليه"، وفق ما ورد في تسجيل صوتي مقتضب منسوب للشيخ الددو وبُث على الواتساب على إثر وفاة الرئيس التونسي الراحل.
ونشير إلى أن دعاة وشخصيات محسوبة على تيارات الإسلام السياسي-توصف بالتشدد- تتبنى نفس الموقف الذي اعرب عنه ولد الددو. من ابرز هؤلاء الداعية الإخواني الشيخ وجدي غنيم ذي الجنسية المصرية. وقد حرمت عليه السلطات التونسية الدخول إلى أراضيها بسبب تكفيره للسبسي، كما أنها قدمت احتجاجا إلى السلطات التركية حيث يقيم الداعية المصري. ولم يذكر حسب علمنا انها اتخذت قرارا مماثلا بشأن ولد والددو. هل شفع لهذا الأخير انتماؤه إلى الفضاء المغاربي؟ أم أن في الأمر اشياء غابت عن علمنا؟ الله تعالى اعلم.
ونضيف أخيرا أن عبد الفتاح مورو كان يشغل منصب نائب رئيس البرلمان عند وفاة السبسي، مما أهله إلى رئاسة الجمعية الوطنية خلفا للسيد محمد الناصرالذي تقلد وظيفة رئاسة الجمهورية بشكل مؤقت حسب نص دستور البلاد خلفا للرئيس الراحل. واليوم يظهر اسم مورو بين المرشحين في تونس الذين يحسب لهم حسابهم في الانتخابات الرئاسية المقبلة.
البخاري محمد مؤمل (اليعقوبي)
تصنيف: