ألقى السيد عبد السلام ولد محمد صالح وزير البترول والمعادن والطاقة خطابا بمناسبة افتتاح النسخة السادسة من مؤتمر ومعرض موريتانيد نواكشوط - 22 نوفمبر 2022
هذا نصه:
صاحب الفخامة السيد رئيس الجمهورية،
معالي الوزير الأول،
أصحاب المعالي الوزراء،
السيد رئيس الجمعية الوطنية الموقر
أصحاب السعادة ممثلي السلك الدبلوماسي،
السادة والسيدات المدراء التنفيذيون لشركات النفط والمعادنوالطاقة،
السادة الخبراء والاستشاريون
السادة والسيداتممثلو المجتمع المدني،
سيداتي سادتي،
أيها الحضور الكريم،
يشرفني أن أرحب بكمصاحبالفخامة رئيس الجمهورية في هذه النسخة السادسة لمؤتمر ومعرض موريتانيد،
ان حرصكم فخامةالرئيس للإشراف اليومعلى انطلاق فعالياتهذا المؤتمر، دليل على الأهمية القصوى التي تولونها للدفع بقطاعات الطاقة والمعادن في الظروف الاستثنائية التي يمر بها العالم.
أرحب بمعالي الوزير الأول ومعالي الوزراء وأصحاب السعادة أعضاء السلك الدبلوماسي.
وأرحب ترحيبا خاصا بوفود الدول الشقيقة واخص بالترحيب معالي وزيرة النفط والطاقاتبجمهورية السينغال الشقيقة وكذلك السيد وزير المعادن والجيولوجيا بالسينغال ومعالي المفوض السامي لمنظمة استثمار نهر السنغال ومدراء المؤسسات التابعة للمنظمة وأرحب برؤساء وأعضاء وفود الدول الشقيقية من دول المغرب العربي الجزائر والمغرب وليبيا وتونس واشقائنا من غينيا وغامبيا.
ولا يفوتني هنا ان أرحب بشركائنا من شركات النفط والمعادن.
كما أرحب بممثلي القطاع الخاص الوطني.
وأرحب بكل المشاركين في هذا المؤتمر من خبراء وفاعلين اقتصاديين ومنظمات غير حكومية وطلاب وباحثين.
صاحب الفخامة
أصحاب المعالي،
أيها الجمع الكريم،
تنعقد النسخة السادسة من معرض ومؤتمر موريتانيد أياما قليلة بعد قمة المناخ COP 27 في شرم الشيح والتي اريد لها أن تكون قمة التنفيذ اكدت ضرورة تسريع الانتقال الطاقوي من اجل تحقيق هدف قمةباريس وهوالوصول الى الحياد الكربونيفي افق 2050.
كما يأتي أيضا بعد سلسلة من الصدمات الاقتصادية بدءا بأزمة كوفيد التي أدت الى انكماش اقتصادي غير مسبوق لجل اقتصادات العالم وتراجع معظم مؤشرات التنمية.
ثم الازمة الطاقوية نتيجة الحرب في اكرانيا والتي تسببت في ارتفاع مذهل لأسعار الطاقة واضطرابات عميقة في سلاسل التموين عبر العالم مبرزة الى الأنظار أهمية الامن الطاقوي الذيأصبح أولوية قصوى لكافة بلدان العالم.
وقد أدت هذه العوامل مجتمعة الى تسريع التحول الطاقوي حيث اكدت وكالة الطاقة العالمية ان سنة 2022 قد تكون منعطفا تاريخيا في هذا الإطار.
ويعني التحول الطاقوي الانتقال تدريجيا نحو الطاقات منخفضة الكربون مثل الهيدروجين منحفض الكربون ومشتقاته ويلعب الغاز دورا مهما في هذا المجال كونه يمثل طاقة اقل انبعاثا كربونيا من المصادر الاحفورية الاخرى. ولذلك سمي بالطاقة الإنتقالية.
وهكذاتشير التوقعات الاقتصادية الموثوقة إلى أن الطلب على الغاز سيشهد تزايدا مضطردا ليبلغ ذروته في أفق 2035موازاة مع تزايدعرضالطاقة المنتَجة من الهيدروجينقليل الكربون ومشتقاته.
صاحب الفخامة،
أصحاب المعالي والسعادة،
أيها السيدات والسادة،
إن الاقتصاد العالمي منخفض الكربون الذي بدأت معالمه تتشكل يتيح لبلادنا فرصا تنموية غير مسبوقة للرفع من وتيرة النمو وخلق نسيج صناعي حقيقي والحد على البطالة.
وبالفعل، تزخر موريتانيا بمقدرات كبيرة في مجال الغاز والمعادن والطاقات المتجددة ويحتوي الحوض الساحلي الموريتاني الذي يمثل امتدادا لحوضMSGBCالمشترك مع السنغال وغامبيا وغينيا بيساووغينيا كوناكري على مقدرات كبيرة من الغازتناهز ال 100 ترليون قدم مكعب.
كما تنعم بلادنابمقدرات من الطاقات المتجددة تناهز ال 4000 جيغاوات من بينها 500 جيغاوات ذات طبيعة تجارية تنافسية.
ان العالم منخفض الكربون هو عالم سيطبعه الاستهلاك المكثف للمعادن خاصة الاستراتيجية منها وفي هذا المجال تمتلك بلادنا مقدرات معدنية كبيرة خاصة من الحديد يمكن تحويلها صناعيا وتثمينها عبر استغلال الغاز والطاقات النظيفة.
وهكذا فخامة الرئيس اشرفتم يوم 24 مايو 2022 على الملتقى الذي تمت فيه بلورة رؤية استراتيجية مندمجة تهدف الى جعل موريتانيا قطباللإنتاج والتصدير والاستهلاك المحلي للغاز والطاقات المتجددة والمعادن الخضراء.
وتهدف هذه الرؤية الاستراتيجية الى:
- ضمان الأمن الطاقوي للبلاد
- ولوج كافة الموريتانيين للكهرباء في أفق 2030
- جعل قطاع الطاقة محركا للاقتصاد الوطني
ولترجمة هذه الرؤية يتم العمل على عدة محاور، اسمحولي فخامة الرئيس، ان اذكر أهمها :
- مشروع انتاج الغاز من حقل السلحفاة آحميم الكبير حيثتوشك أشغال المرحلة الأولى منه على الانتهاء ليبدأ الإنتاج 2023 بحجم 2.5 مليون طن من الغاز المسال سنويا، وبفضل هذا المشروع ستصبح موريتانيا والسنغال دولا مصدرة للغاز. وقد بدات المفاوضات حول مخطط التطوير للمرحلة الثانيةالتي ستضيف مابين 2.5 الى 3 مليون طن من الغاز المسال سنويا.
- وفيما يخص حقل بئر الله الغازي ذي المخزون المقدر بأكثر من 50 تريليون قدم مكعب، فقد بدأتالدراسات الهندسية الضرورية من اجل اتخاذ قرار نهائي للاستثمار في النصف الأول من العام 2025.
- وعلى مستوى مشاريع الهيدروجين، فقد تم توقيع ثلاث اتفاقيات بقيمة انتاج اجمالي يناهز ال 70 جيغاوات وقد بدأت دراسات الجدوائية المتعلقة بتطوير بعض هذه المشاريع ومن ومن المنتظر أن يبدأ الإنتاج من المرحلة التجريبيةسنة 2027.والجدير بالذكر أنسنيم وقعت مع شركة ارسلور ميتال، اكبر مصنع دولي للصلب مذكرة تفاهم حول دراسة الجدوى لإقامة مصنع للصلب الأخضر.
- وبالنسبة لمحور المعادن وخاصة الحديد، تعمل شركة سنيم على رفع الانتاج ونوعيته ومن المتوقع ان يصل مستوى الإنتاج هذه السنة الى 13,3مليون طن كما سيتم وضع حجر الأساس لمشروع فديرك في الأسابيع القادمة والذي سيسمح بإنتاج 2 الى 3 مليون طن سنويا ليصل بذلك الإنتاج الإجمالي لشركة سنيم إلى حدود16 مليون طن سنويا في افق 2025.
- وفيما يخص مشروع العوج العملاق الذي يهدف الى انتاج 11 مليون طن سنويا من المكنتيت عالية التركيز بنسبة 66% الذي يمكن استخدامها للمكورات والصلب الأخضر فيجري الان البحث عن تمويله والمؤشرات من الأسواق المالية إيجابية.
وبخصوص الولوج الى الكهرباء يتم تنفيذ مخطط تحول قطاع الكهرباء بصورة منتظمة وأعطى نتائج مسجعة أدت الى رفع مستوى الولوج الى الكهرباء من 42٪سنة 2019 الى ٪53 سنة 2022.
- وفي الاخير تعمل الحكومة على الرفع من نسبة المحتوى المحلي، حيث تم اعداد استراتيجية وطنية تشمل خمسةمحاوررئيسية:
- اعداد قانون توجيهي للمحتوى المحلي
- وضع الاليات المؤسسية لمواكبة وضمان تنفيذ الاستراتيجية
- انشاء منصة رقمية لنشر المعلومات المتعلقة بالعروض والمناقصات بالنسبة للقطاع
- وضع برنامج لتعزيز القدرات الفنية وتكوين الكادر البشري
- وضع برنامج للرفع من قدرات الشركات المحلية.
وتجدر الإشارة الى انه يتم كذلك العمل على انشاء منطقة خاصة لاستضافة وتطوير الصناعات والخدمات المرتبطة بالنفط والغاز.
صاحب الفخامة،
أصحاب المعالي والسعادة،
أيها السيدات والسادة،
ان الافاق التنموية لقطاع الطاقة والمعادن في بلادنا واعدة جدا رغم التحديات وقد تسهم بشكل جذري في تحويل الاقتصاد الوطني ونوعيته وهيكلته
الا انتحقيق هذه الرؤية الطموحة يتطلب الكثير من العمل على كافة الأصعدة بدءًبتوفير الموارد البشرية وإعادة هيكلة المؤسسات والرفع من مستوى أدائها وإرساء وتوطيد الحكامة الرشيدةكما سيكون من الضروري تعزيز البنية.
وسيمثل هذان اليومان فرصة ثمينة لتدارس وضعية قطاع الغاز والطاقة والمعادن ونقاش المستجدات في مجال التحول الطاقوي كما سيشكل المؤتمر مناسبة لتبادل الخبرات وبحث تطورات التكنولوجيا وافاق التعاون.
وفي الأخير اجدد الشكر للجميع وأعلن على بركة الله افتتاحَ اشغال "النسخةالسادسة من مؤتمر موريتانيد حول الطاقة والمعادن"، تحت الرعاية السامية لفخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، راجيا أن تُكَلَّلَ أعمالُنا بالنجاح والتوفيق.
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
تصنيف: