خطاب المديرة العامة للتلفزة الموريتانية خلال حفل افتتاح الأيام التفكيرية للتلفزة

 

ـ السيد وزير التنمية الحيوانية  وزير الثقافة والشباب والرياضة والعلاقات مع البرلمان وكـــالة؛

ـ السادة الوزراء؛

-السيد الوالي؛

ـ السيدة رئيسة جهة انواكشوط؛

-السيد العمدة

ـ السادة رؤساء الأحزاب وممثلوهم؛

ـ السادة المنتخبون ؛

ـ السيد رئيس هيئة عربسات؛(مع توجيه شكر خاص لحضوره ضيف شرف)

ـ السادة أعضاء السلك الدبلوماسي

 - السادة ممثلو المجتمع المدني؛

ـ السادة ممثلو التجمعات المهنية في المجال الصحفي؛

ـ السادة المدعوون الكرام

ـ أيتها السيدات والسادة.

ونحن نجتمع اليوم في هذا الظرف العصيب من تاريخ أمتنا لايمكننا إلا أن نندد ونستنكر ما يتعرض له سكان غزة من تقتيل وتنكيل وتهجير في ظل صمت مريب من الكثير دول العالم، مطالبين بوقف نزيف الدماء الذي يحصد أرواح النساء والأطفال والمواطنين في قطاع غزة المحتل كما نعرب عن شكرنا لفخامة رئيس الجمهورية رئيس الإتحاد الإفريقي السيد محمد الشيخ الغزواني ونظرائه في الاتحاد على موقفهم القوي والداعي الى وقف اطلاق النار في غزة وإدانة الحرب الوحشية التي تنفذها اسرائيل، مطالبين بتحقيق دولي في الانتهاكات الاسرائيلية للقانون الانساني الدولي وذلك خلال القمة المنعقدة في آديس آبابا مؤخرا.

 

السيدات والسادة..

 

يشرفني ويسعدني أن أرحب بكم اليوم في مستهل أول أيام تفكيرية مفتوحة تنظمها التلفزة الموريتانية تجسيدا لتوجيهات فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني القاضية بتقريب الخدمة العمومية من المواطنين وأخذ اهتماماتهم بعين الاعتبار.

لبلوغ هذا الهدف وتمشيا مع السياسة العامة للحكومة تحت اشراف ومتابعة معالي الوزير الأول المهندس محمد ولد بلال مسعود، نريد  أن نتشارك اليوم في التفكيرحول  هذه المؤسسة – التلفزة الموريتانية- ، لتشخيص واقعها واستكشاف الطرق والآليات التي يمكن من خلالها أن تؤدي رسالتها في خدمة التنمية والدفاع عن الثوابت والوحدة الوطنية والوئام بين الانفتاح والتهدئة، وخدمة تطلعات  الشركاء في الهم السياسي  وما يصبو إليه جمهور المتلقين.وكذلك إسهامات الفاعلين السياسيين والمدنيين والمهنيين .

 

 

ـ السيد الوزير؛

ـ أيتها السيدات ،أيها السادة؛

 

تستمد هذه الأيام التفكيرية مبررها من المكانة المركزية التي يحتلها الإعلام ، وفي صدارته السمعي البصري ، في عملية التنمية الشاملة ، الاقتصادية والسياسية والثقافية والاجتماعية، وذلك لما يملكه من قدرة على بناء الإنسان الذي هو العامل الأساسي للتطور والبناء والتقدم. وفعلا ، لقد أصبح امتلاك ناصية الإعلام والسيطرة على آليات وطرق توظيفه بالطرق المثلى يوازي امتلاك ناصية التأثير وبناء المجتمع المتقدم المؤمن بذاته وبوحدة مصيره.

 

وعليه، سيتم خلال هذه الأيام التفكيرية بحث دور التلفزة الموريتانية في رفع أهم التحديات التنموية الوطنية في أبعادها الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية، وما يترتب على ذلك من استحقاقات مهنية يتعين على هذه المؤسسة التكفل بمواجهتها في هذه المرحلة المفصلية من تاريخ بلادنا.

 

ـ السيد الوزير؛

ـ السادة المدعوون الكرام؛

ـ أيتها السيدات ،أيها السادة؛

 

إن التلفزة الموريتانية إيمانا منها بأن التنمية الشاملة في عصر الفضاءات المفتوحة تبدأ بالحضور الإعلامي والتفاعل الاتصالي الواعي بمتطلبات واشتراطات التنمية لدى الدول والمجتمعات والأفراد أكثر من أي نوع آخر من الحضور، عملت خلال الفترة المنقضية من مأمورية فخامة رئيس الجمهورية، وهي ماضية في هذا التوجه اليوم، على تحقيق المزيد من الانتشار العمودي والأفقي على عموم التراب الوطني من خلال تعميم فتح مكاتب جهوية لها في مختلف ولايات الوطن مجهزة بوسائل الإنتاج والإرسال الرقمي عالي الجودة فضلا عن تكوين طواقم صحفية وفنية وإدارية قادرة على رفع تحديات المرحلة، ومتمكنة من الوسائل التقنية والمهنية والمهارات البشرية المسلحة بالمعارف والخبرات اللازمة لرفع كل تلك التحديات وكسب الرهانات المهنية التي لا مناص من تملكها لتحقيق النتائج المرجوة في أقصر وقت ممكن.

وفي هذا الإطار أطلقت التلفزة الموريتانية عدة ورشات متزامنة لإحداث نقلة نوعية في مجال تطوير وترقية خبرات الطواقم الصحفية والفنية، وتعزيز الحكامة المهنية المنشودة في مجال إنتاجها الإخباري والبرامجي، فعلى مستوى التكوين وتحسين الخبرة أطلقت التلفزة الموريتانية خطة مستمرة للتكوين وتحسين الخبرة نظمت في بدايتها خلال الشهرين المنصرمين فقط سبع دورات تكوينية متخصصة في مجالات (التغطية الإخبارية ـ الإنتاج البرامجي ـ الإعداد والإخراج ـ المونتاج والإرسال ـ البرامج الحوارية والندوات التلفزيونية ـ استغلال وسائط الإخراج الرقمي ـ التغطيات التلفزيونية والنقل المباشر ـ البرمجة والتوثيق) وغيرها من المواضيع ذات الصلة بتطوير العمل التلفزيوني؛

وعلى صعيد المساطر البرامجية والخدمات التلفزيونية أطلقت التلفزة الموريتانية منذ بداية شهر نفمبر الماضي سلسلة من البرامج الجديدة من بينها برنامج (اللقاء المفتوح) و (منتهى الرأي) و(الأفق الأخضر) و(ندوات الموريتانية) كما أطلقت برامج ثقافية وترفيهية. هذه البرامج تتناول مختلف أوجه الحياة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية في حوارات مفتوحة تستضيف اعضاء الحكومة والمنتخبين الوطنيين والمحليين، وممثلي الاحزاب السياسية والمجتمع المدني، وقادة الرأي من صحفيين وناشطين في المجال الحقوقي والاجتماعي والنقابي والثقافي لطرح أهم إشكلات الساعة ومواضيع الأحداث البارزة ومواكبة النشاطات الكبرى.

كما سيتم إطلاق برنامج حواري نصف شهري باللغة الفرنسية 60 minutes pour débattre

وعلى صعيد استخدام واستغلال الإعلام البديل ووسائط التواصل الاجتماعية كعمق فني وكمنبر يمنحها مساحات واسعة في فضاء التفاعل النشط والإرسال والانتشار على نطاق مفتوح وكعامل محوري في توسيع دائرة المتلقين وجمهور مستهلكي الخدمة الإعلامية بمفهومها الحديث، بادرت التلفزة الموريتانية خلال الفترة الأخيرة إلى إطلاق منصات تفاعلية متخصصة على الواتساب والفيسبوك وغيرهما من وسائط التواصل الاجتماعية، كان آخرها منصة (الموريتانية+ ابلاس) على الفيسبوك والتي غدت تمثل وسيلة تنويعية لمعالجة الخبر والمعلومة وتقديمهما في شكل تحريري وإخراجي وإنتاجي ملائم لعوامل السرعة والنجاعة والوصول بأسرع الطرق الحديثة إلى جمهور المتلقين في عصر لا يرحم من يقفون على هامش الطرق السيارة لتقنيات الاتصال الحديثة والمنافسة الشرسة لتعدد الوسائط التكنولوجية والبدائل الإعلامية وطفرات الذكاء الاصطناعي؛

 

ـ السيد الوزير؛

ـ السادة المدعوون الكرام؛

ـ أيتها السيدات ،أيها السادة؛

في ظل كل هذه التحديات جاء تنظيم هذه الأيام التفكيرية للتلفزة الموريتانية التي ستشكل فضاء مفتوحا على شكل سلسلة من المحاضرات والنقاشات والعروض والتعقيبات حول مواضيع:

 

ـ "الإطار القانوني للخدمة الإعلامية العمومية في الفضاء الديمقراطي التعددي"؛

ـ "الإعلام ودوره في التنمية الاقتصادية والثقافية والسياسية (التلفزة نموذجا) "؛

ـ  "التغطية الإخبارية التلفزيونية"؛

ـ " التجربة الفنية والصحفية للتلفزة الموريتانية في مواجهة تحديات الإعلام البديل ووسائط التواصل الاجتماعي"؛

ـ " دور الإعلام في صياغة عقل المواطن وتشكيل ميوله وتوجهاته؛

ـ "الإشهار والإعلان التلفزيوني".

ـ "الملكية الفكرية للإنتاج التلفزيوني، ودور الرقمنة في حمايتها".

وسيشرف على تنظيم مجريات هذه الأيام التفكيرية، وتقديم العروض والمحاضرات والتعقيبات، وإعداد التقارير، وإدارة النقاشات نخبة من الأكادميين والباحثين والأساتذة الجامعيين والكتاب الصحفيين والأطر الأكفاء.

وستتكلل هذه الأيام التفكيرية، إن شاء الله، بتقرير ختماي يرصد كل محتويات الورشات والنقاشات التي ستتضمنها، ويسجل كل الاقتراحات والأفكار الصادرة عن المحاضرين والمعقبين والمشاركين لتكون مادة لوثيقة فنية مرجعية تستأنس بها التلفزة الموريتانية في وضع خطة لتطوير وتحديث وتنمية المؤسسة على المستويات القصيرة والمتوسطة والطويلة.

وختاما لا يسعني إلا أن أشكركم جميعا على تشريفنا بتلبية الدعوة وعلى مشاركتنا هذه الأيام التفكيرية التي لا شك سيشكل حضوركم لها إضافة نوعية وضمانة أكيدة لنجاحها وخروجها بالنتائج المرجوة.

شكرا لكم، والله ولي التوفيق والقادر عليه.

والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

تصنيف: 

دخول المستخدم