حول موضوع الرق ومخلفاته: ويا قومي إني لكم ناصح أمين./ بقلم : د. السعد ولد لوليد

الرق إرث إنساني كوني لا يمكن مقارنته بأي نوع من أنواع إمتهان كرامة الإنسان لبشاعته و هدره لكرامة و آدمية الإنسان الذي كرمه الله و فضله على كثير ممن خلق في كل الرسالات السماوية و من فوق سبع سماوات وتلك قصة أخرى و مدار لكل من قومياتنا الوطنية نصيبها منه و على الدولة و السلطة وزر ذلك كله و مسؤولية تفعيل ترسانة القوانين و تعزيز المحاكم و الأحكام الصادرة بحق المجرمين و جبر الضر و إعادة تأهيل الأرقاء و دمجهم في الدورة التعليمية و الإجتماعية و الإقتصادية وفق برامج واضحة المعالم و الإتجاهات يشرف عليها الضحايا أنفسهم و تؤطرها الدولة و منظمات المجتمع المدني وحقوق الإنسان.
لكن قضية لحراطين تبقى فريدة و مستقلة و منفصلة في مظلوميتها و لايمكن مقارنتها أو خلطها أو مساواتها بأية مظالمة أخرى عرقية أو إثنية أو إجتماعية عاشتها او تعرضت لها أية مكونة أو قومية من القوميات الوطنية.
شئتم أم أبيتم إتفقنا أم إختلفنا ستظل و حدها قضية لحراطين هي حجر الزاوية في بناء دولة المواطنة و عملية التنمية وتماسك النسيج الإجتماعي و صمام أمان وحدة الشعب ونهضة الأمة الموريتانية.
وسيظل لحراطين هم الخاصرة الرخوة لكيان الدولة و سلم المجتمع و البيئة المناسبة و الحلقة الأضعف و الهدف الأول و المتاح لكل من يرد بهذه الأرض و أهلها و سلمها الأهلي سوء في ظل حالة الإحتقان و التجاذب والصدود و للاحلول و الامبالات و للا إستعداد وفي ظل العلاجات المجتزأة و المرتجلة و الترقيعية لحالتهم العامة التي يعيشونها اليوم و منذ أمد بعيد .
و من الأسلم أيضا للحراطين و لنضالاتهم و لقضيتهم أن تظل هي الأخرى مبتعدة و مستقلة و منفصلة عن كل قضايا الحقوق و المواريث الإنسانية و الصراعات القومية و الإثنية التي عاشتها موريتانيا عبر الحقب الماضية.
و من الأقوم لولاة أمور البلاد و ساسة شأنها و أهل الرأي و الحكمة و القرار فيها أن يبادروا الليلة قبل غد إلى تقديم حلول ؛ حقيقية تشاركية و مرضية و إستيعابية و شافية لحالة اليأس و الغبن و التهميش و الغليان و التنمر و الفلتان التي بابت تعتري هذه المكونة الوطنية الطيبة العفوية المسالمة .
التي جارت عليها صنوف التاريخ و عاديات الجغرافيا و إكراهات المادة وغلبة القوة و قيود الجهل و شياطين الفقر و تحملت عبر العصور و الأزمان ما تحملت بصبر و إنقياد على أمل أن الليل سينجلي و أن القيد سينكسر !
قلا تضيعوا إخوانا لكم في الدين و الدم و الوطن لطالموا خدموا هذه الأرض و خدموكم تعميرا و بنيانا و مرافقة و مساكنة بسلم و حب و عطف و صدق و عصامية و عرق لاينضب و جهد لايكل و ما فرطوا في الوطن و الأمانة و العهد و الوفاء من شيئ.
كما يجب تحرير قضية لحراطين من الصراعات البينية و فصلها مطلقا و كليا عن " ربقة " و مطية "(السود أو الزنوج في موريتاتيا)" إذا أردنا لها أن تشق طريقها إلى النور و الحل و النهوض من كبوتها والخروج من النفق المظلم الذي زجها فيه أصحاب الأجندات الشخصية و اللونية و العدمية حتى لا تكون أمة لحراطين العظيمة و مظلوميتها التاريخية الجسيمة " سراب البسوس او حصان طروادة .
# وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على الله .. و لقد بلغت فأشهدوا

تصنيف: 

دخول المستخدم