تناول الرئيس محمد ولد عبد العزيز قضايا متعددة في خطابه بمناسبة الذكرى 57 لعيد الاستقلال التي يحتفل بها اليوم في مدينة كيهيدي. وتمحورت هذه المواضيع على تعددها وتنوعها على السياسة العامة للبلد وبعض تجلياتها الخاصة.
تخليد الشهداء
ففي كلمته أشاد ولد عبد العزيز بشهداء الوطن الذين ضحوا بدمائهم في مواجهة الاستعمار وكذلك من سقطوا بعد ذلك في سبيله. وعلق في هذا الإطار على التحسينات التي أجريت على العلم ومغزاها الرمزي مذكرا بالظروف السياسية التي تمخضت عنها: الحوار الوطني الشامل، الاستفتاء الدستوري...
رؤية استراتيجية صائبة
وفيما يتعلق بالسياسة الأمنية، قال ولد عبد العزيز أن المقاربة قامت على إعادة تنظيم وهيكلة القوات المسلحة وعلى إمدادها بالوسائل والمعدات اللازمة كما شملت جهودا كبيرة في مجال تحسين الظروف المادية لأعضاء قوات الدفاع والأمن.
ومن جهة أخرى تبرز علاقة وطيدة بين حالة البلد الأمنية المرضية بحالته الاقتصادية. حيث عدد الرئيس الكثير من الإنجازات الهامة والعملاقة التي تم تحقيقها في كثير من المجالات. انجازات ما كانت لتحقق لولا الوضع الأمني المرضي الذي ينعم به البلد. ومن الشواهد الدالة على صواب الرؤية الاستراتيجية الموريتانية كون "مناخ الأعمال تحسن ب: 26 درجة في اقل من ثلاث سنوات" مما جعل"موريتانيا وجهة للمستثمرين" على حد قول الرئيس.
الطمأنة لا تحول دون اليقظة
وفعلا، فكل الدلائل الداخلية والخارجية تؤكد ما قاله الرئيس حول نجاعة المقاربة الأمنية الموريتانية. لكن ينبغي أن لا يغيب عن الأذهان أن الخطر والتحديات الأمنية ما زالت وستبقى قائمة؛ فالارهاب مثلا يضرب عادة في حيث ومتى لا يُتوقع. الرئيس طبعا واع تماما لهذا الخطر. والمواطنون كذلك يجب أن يعوه. لذلك فمن المطلوب أن يكون الحطاب السياسي الموجه لهم مطمئنا ومحذرا في آن واحد. حيث يجب أن لا ينسى الدعوة إلى التحلي باليقظة الدائمة دون أن يكون مدعاة للخوف والفزع.
البخاري محمد مؤمل
رئيس مركز أم التونسي للدراسات الاستراتيجي(COTES)
تصنيف: