في حديث مع إعلامي فرنسي : البحث عن الذهب خطر..غزواني والسياحة يبعثان على الأمل...

تحدثت هذا المساء مع باحث وإعلامي فرنسي[i] كنت على موعد معه  في فندق مونوتيل وتربطني به علاقات صداقة منذ ثلاث أو أربع سنوات؛ حيث استشارني أكثر من مرة في موضوع محاربة الإرهاب في منطقة الساحل وفي موريتانيا؛ كما استفدت بدوري من خبرته الكبيرة وتجربته الغنية في المجال الإعلامي. ودام لقاؤنا أكثر من ساعة ونصف. وقد أخذ الوضع السياسي العام في موريتانيا القسط الأوفر من وقتنا.

وقد شدت انتباهي ثلاثة أمور متباينة كانت من بين ما تعرضنا له : إحداها تنذر بخطر  واثنتان تبشران بالخير.

الخطر

 كان لحديثه عليَ وقعٌ سلبيٌ لما قال أن إقبال الناس في مناطق متفرقة من الوطن، بكثرة، على التنقيب عن الذهب ومحاولة استخراجه بشكل فوضوي دون مراعاة المعايير المطلوبة.. ولا التقيد بمتطلبات الأمان، ستكون له عواقب وخيمة من الناحية البيئية والاقتصادية. وأشاطره هذا التخوف تماما.. ولا أظنني المنزعج الوحيد من هذه الظاهرة ذات العواقب الكارثية. وأرى كجل الناس  أن المناطق الرعوية ومدينة الشام ستتضرر منه بشكل خاص.

داعيان للأمل.

 قال متحدثي إن ترشح محمد ولد الغزواني للانتخابات الرئاسية يطمئن على مستقبل موريتانيا. لأنه يتوقع من ولد الغزواني، حسب قوله، أن يدير البلد كما أدار الجيش وقاده بفعالية حتى رفع تحدي التهديد الإرهابي. وعلل ذلك قائلا أن قوة ولد الغزواني على الإصغاء وثقته في معاونيه ومرؤوسيه وتفويضه لهم واعطاؤهم فسحة واسعة من حرية التصرف ستكون بمثابة محفزات قوية لحكومته وفريقه إن هو فاز في الانتخابات. وهذا طبعا مع تحليه بالحزم والصرامة. وأنا أشاطره أيضا هذا الطرح تماما مع أنني واثق في فوز ولد  الغزواني.

ومن جهة أخرى اخبرني أن وضع بلادنا الأمني تحسن من منظور الحكومة الفرنسية، موضحا أن "خرائط الخطر" التي تصدر بانتظام عن وزارة الخارجية الفرنسية تناقصت فيها رقعة "المناطق الحمراء" داخل التراب الموريتاني وزادت المساحات "البرتقالية" و "الصفراء"، أي : المناطق التي الخطر فيها ضعيف أو غائب. وهذا ما تأكدت منه فور انتهاء لقائنا حين بادرت إلى مراجعة موقع  الكتروني فرنسي متخصص.

وكنت على اتفاق تام مع متحدثي أن الدور الحاسم والأهم في هذا التحسن يرجع الفضل فيه للسياسة العامة للبلد التي رسمها الرئيس ولد عبد العزيز  ولولد الغزواني بصورة خاصة فيما يتعلق بمحاربة الإرهاب والجريمة العابرة للحدود .فبوصفه القائد العام للجيوش خلال السنوات العشر الأخيرة فقد تمكن من  وضع وتنفيذ استراتيجية مكنت من السيطرة على حدود البلد بشكل سد الباب امام دخول الجماعات الإرهابية التي كانت تتسلل وتهاجم بلادنا قادمة من شمال مالي

ورغم أن اللون الأحمر ما زال يطغى على جزء كبير من مساحة بلادنا، فنتيجة لهذا التحسن، قال متحدثي أن العاملين الفرنسيين في مجال السياحة، مثل السيد موريس فريد وشركاءه، يتوقعون تضاعف عدد السياح المتوجهين إلى موريتانيا، حيث سيصلون إلى 6000 سائحا حسب حساباتهم. وقال إنهم يثنون كثيرا على القائمين على القطاع وخاصة الناها بنت مكناس التي ذكر أنه كانت لديها رؤية طموحة وواضحة.

 إلا أن هذا يتطلب أن تظل الأوضاع السياسية والأمنية مستقرة. "مما يستدعي أن تتم عملية الانتخابات الرئاسية في أحسن الظروف"، يقول الإعلامي الفرنسي، محذرا. فرددت عليه أن تخوفه وارد.. لكن يقابله من جهة أخرى كون ترشح محمد ولد الغزواني.. وما أثاره من أمل.. وما لوقي به من دعم شعبي... يدعو إلى الأمل والطمأنينة. ولم يخالفني. بل كرر ما قاله مرارا خلال حديثنا: "ترشح غزواني يدعو فعلا إلى الأمل"، مضيفا أنه لا يستبعد نجاحه في الدور الأول من الانتخابات وبنسبة مريحة.

البخاري محمد مؤمل (اليعقوبي)        

         

  

  

 

[i] من المتوقع أن ينشر ورقة حول الموضوع في الأيام أو الأسابيع القادمة. وحينها سوف نعلن هويته.

تصنيف: 

دخول المستخدم