جميل منصور يشرح استراتيجية الكر والفر لدى حزبه

يمتاز حزب تواصل الإخواني عن غيره من الأحزاب الموريتانية، معارضة كانت أم موالية، بإتباعه استراتجيات تقوم على مفارقات شديدة: يتذبذب حسب الظروف بين مفهوم "المعارضة الناصحة" ومفهوم "المعارضة النا طحة" .. بين مفهومي "المعارضة المشاركة" والمعارضة المقاطعة"، بين الرفض والقبول..

 ولا شك أن هذا النمط من الخطط الإستراتيجية والتكتيكية القائم على الكر والفر تبعا لحسابات سياسية ينتهز أصحابها الفرص التموفرة مع ما قد يقتضيه ذلك من مساومات على المبادئ ومن ارباك أو اضرار بالحلفاء،  وما قد يحمله هذا النوع من المناورات في طياته المريبة من تناقضات وتشويش على المتلقي، يتطلب من صاحبه ملكوت بيان وقوة برهان قويين. وهذا ما حاوله السيد جمل منصور رئيس حزب تواصل المنتهية ولايته في كلمته أمس في قصر المؤتمرات بمناسبة افتتاح المؤتمر الثالث لحزبه. إلى أي حد وفق في مسعاه؟

 المقطع التالي من كلامه يقدم معطيات قد تساعد القارئ في بناء تصور عن الموضوع.. وإن كانت لا تكفي لوحدها على الإجابة.

يقول جميل منصور:

"تعاملنا مع الشأن الانتخابي الوطني بمرونة نقدر فيها مختلف العوامل مجتمعة، شاركنا حين كانت المبررات مقنعة والمسوغات واضحة (تشريعيات وبلديات 2013) وقاطعنا حين انتفت أغلب المسوغات ودفعتنا لذلك مبررات (رئاسيات 2014)، فنحن حزب يتفاعل مع الناس ويهتم بما يهتم به الناس، وقفنا ضد الانقلاب ورفعنا العقيرة ضد مؤشرات ومحاولات التمديد ـ قبل أن يغلق هذا الموضوع و نرجو أن يظل مغلقا ـ وعملنا ضد الاستفتاء الأخير، نقوم بما يلزم في لحظته ولا نظل أسيرين لتداعيات تنتسب لوقتها ولا يلزم ..

وقد أظهر الأداء البلدي والبرلماني للتواصليين والتواصليات أن التقدير كان في محله والمخرج كان على مستوى الآمال والتحديات، فبرز العمد في أدائهم وعملهم وعلاقتهم مع شعبهم وتقدموا في حصاد التفتيش الذي استهدف البلديات فكانوا نموذج الاستقامة والشفافية، وأنجزوا ـ رغم ضيق ذات اليد ومحدودية الإمكانات والصلاحيات ـ ما نفع المواطن وعزز ثقته بهم.

وكان البرلمانيون والبرلمانيات صوت المواطن طرحاً لقضايا البلد في أطرافه ومراكزه، ومساءلة للحكومة في أغلب قطاعاتها، ورفعا للصوت ضد الفساد والأحادية وانتهاك القانون ..

وهكذا كانت مسؤولية التدبير ومسؤولية التمثيل تقتضي تلك المشاركة وكان الأداء فيها مبررا إضافيا لمشاركة مهدت له.

قد لا ننجح في شرح بعض مواقفنا وقد يسيء البعض بها ظنا، قياسا لنا على غيرنا أو ضعفا في قراءتها وقراءة المآلات التي ترمي إليها، وقد نأتي بما كان البعض يفضل لنا غيره عاطفة منه في التقدير أو في النظرة إلينا .. ولكننا في العموم رسمنا لأنفسنا مسارا سياسيا متوازنا تقدره العقول ولا تنفر منه القلوب .. والجمع بين العقول والقلوب  في السياسة وفعلها من أصعب المدركات، فالصورة فيها لا تكون بذلك الوضوح، ورحم الله ورضي عن الصحابي الجليل عمرو بن العاص "ليس العاقل ...".

 

تصنيف: 

دخول المستخدم