جان افريك: الفريق غزواني يصبو إلى "تأنيث" الجيش !

خصصت مجلة "جان افريك" (Jeune Afrique) في عددها الأخير ملفا لموريتانيا تضمن جزء هام منه الجيش والتطورات التي شهدها منذ 2008.. وفي هذا الإطار نقل موفد المجلة آلين فوجاس (Alain Faujas) تصريحات غير مسبوقة أدلى له بها الفريق محمد ولد الشيخ محمد ولد الغزواني رئيس الأركان العامة للجيوش الذي يصفه الصحفي بكونه "أقرب الناس" للرئيس عزيز وبكونه "أخيه" و"رفيقه".

جاء ذلك في مقال تحت عنوان " نهضة جيش" حلل فيه آلين فوجاس التحولات العظيمة التي شهدها الجيش الموريتاني منذ تولي ولد عبد العزيز مقاليد الحكم في البلد.. وبين كاتب المقال كيف حققت القوات الموريتانية نقلة نوعية داخلها، مستدلا ومستشهدا بقول ولد الغزواني. نقلة مكنتها من التصدي بفعالية للجماعات الإرهابية لدرجة مكنت من توقيف هجماتها ضد البلد حسب الصحفي .

كما أشار موفد جان افريك إلى تحديات ومتطلبات المستقبل مستشهدا دائما بكلام رئيس الأركان العامة للجيوش في موريتانيا حول مشاريع هذا الأخير وأمنياته التي اختتمها الصحفي بقوله:

" وهنا عبر الجنرال غزواني عن أمنية أخيرة قائلا :

" أصبو إلى " تأنيث" الجيش.. لأنني لاحظت فعلا أنه كان أيسر على قواتنا العاملة تحت راية الأمم المتحدة أن تلقى ثقة المواطنين ( في جمهورية وسط افريقيا مثلا) لو أن العسكريين  كانوا نسوة. لكن المشكلة تكمن في كون العنصر النسوي لدينا  يفضل العمل في العاصمة كما هو الحال في فرنسا.. فهن لا يرغبن في  الميدان العملياتي. ونحن نفكر في السبل الكفيلة بمعالجة هذه المشكلة."

ولا غرابة في هذا الطرح لمن يعرف أن الجنرال أبن رئيس قبيلة إديبوسات  المنتمية للزوايا.. مما يجعله متفتحا."

و بهذه الملاحظة الأخيرة القائلة بأن انتماء ولد الغزواني إلى الزوايا يشكل عاملا مشجعا يساعد في عملية "تأنيث الجيش"، فإن موفد جان افريك سار في منحى مخالف تماما للثقافة الشعبية السائدة في البلد. فمن الشائع فعلا عندنا أن الزوايا هم مكمن المحافظة إضافة إلى كونهم ابعد الناس تقليديا من المجالات العسكرية. إلا أنه من المعروف مع ذلك بأنهم وكر للعلم والمعرفة؛ ولا شك أن هذه الصفة هي ما بنى  عليها آلين فوجاس استنتاجه بشأن قائد الأركان العامة للجيوش حينما ما كتب : "مما يجعله متفتحا".                

تصنيف: 

دخول المستخدم