"بسم الله الرحمن الرحيم
بيان
اذا لم تعلن المعارضة في الثمانية والاربعين ساعة القادمة مرشحا توافقيا من بين الشخصيات الوطنية النظيفة المعروفة بمقارعتها للانظمة الشمولية واحزاب المخزن خاصة الاتحاد من اجل الجمهورية upr واجداده فاني ساعتبر ان مرشح الموالاة القوي الجنرال غزواني هو المرشح الوحيد الذي يستحق صوتي في هذه المرحلة واصوات امثالي من الساسة المستقلين الملتزمين. خاصة ان المعارضة بتلويحها بترشيح احد اكبر رموز الانظمة السابقة المفسدة قد استقالت من دورها وتنكرت لتاريخها وللقيم الوطنية التي ظلت تتشدق بالدفاع عنها الي وقت قريب.
والله ولي التوفيق
ذ/جميل منصور"
البيان السابق مثير جدا.. شكلا ومضمونا. وذلك لسببين على الأقل : واحد سطحي يرتبط بتشابه في الاسماء بين موقِّعه وشخصية سياسية اخرى ، أما الثاني فهو عميق لأنه يتعلق بالمحتوى.
الموقِّع: أول انسان من بين الشخصيات السياسية المعروفة على الساحة الوطنية قد يتبادر إلى الذهن عند أول نظرة خاطفة إلى البيان، هو الزعيم الإخواني السيد محمد جميل منصور الرئيس السابق لحزب تواصل. إلا أن قراءة متأنية تبين أن الأمر يتعلق بتشابه في الأسماء بينه مع السيد الذي اصدر البيان ؛ أي: "أسم على أسم" كما يقال.
المحتوى: يطرح البيان إشكالية حقيقية وعويصة تشل المعارضة او على الأصح المعارضة المتشددة التي تحاول الانفراد بصفة "المعارضة.". كما يُظهر هشاشة الأسس التي ينبني عليها الانتماء لهذه "المعارضة". فهي عاجزة عن تقديم اسم مرشح للرئاسيات المقبلة من داخلها أو حتى من خارجها، مرشح كفء.. تتوفر فيه مقومات الزعامة بدرجة تؤهله لقيادة البلد. ولا يشكل الموضوع مثار خلافات حادة وجدل عقيم داخلها بقدر ما يعكس ضعفها البنيوي الذي يعتبره المراقبون وجزء هام من أنصارها مقيتا. ولا شك أن غضب ذ. جميل منصور عليها وتهديده بمغادرتها والتحاقه بمرشح الموالاة يعبران عن تعطش شديد إلى رؤية سياسية جدية لم يلقها في "المعارضة"؛ رؤية تؤسس وتعزز الروابط بين أي تنظيم سياسي مع اعضائه وانصاره. وهذا الفقر في الرؤية ورد أكثر من مرة على السنة قادة بارزين فيها مثل الأستاذ احمد سالم ولد بوحبيني الذي تناوله باسهاب، مرارا وتكرارا، خلال فترة قياته ل"لمنتدى" وبعدها. فقد عودت "المعارضة" الناس على أن رؤيتها واستراتيجياتها تقتصر على محاربة محمد ولد عبد العزيز ومحاولة اسقاطه. وهذا الطرح - أو المبرر الوجودي على الأصح- لم يعد له معنى؛ لأن أساسه زال تلقائيا بمحض عدم ترشح الرئيس ولد عبد العزيز للانتخابات الرئاسية المقبلة. كما أن ترشح ولد الغزواني بدأ يضر بها كثيرا وبوتيرة متسارعة. ولا يلوح في الأفق سبيل يقيها أو ينقذها من عواقبه الوخيمة عليها.
التحرير
تصنيف: