تعد بحيرة كنكوصة من أهم بيئات المياه العذبة في بلادنا ،فهي من المناطق الرطبة ذات الأهمية الاقتصادية والبيئية الكبيرة ،حتي أنها قد تصنف منطقة رطبة ذات أهمية عالمية وفق معاهدة رامسار.
تعتبر البحيرة جزءا من الشبكة المائية لنهر السنغال ،حيث ترفدها وديان كُرجل ولحرج وواد النخيلة ،والتي تعتبر امتدادا لشبكة من المجاري تتزود بدورها من افلة وهضبة العاقر في ولايتي لعصابة والحوض الغربي ،يصل حجم البحيرة مداه في فترة الهطول المطري وعندما يصل عمقها لأربعة أمتار تبدأ في صرف الماء الزائد في وادي كاركور والذي يصب بدوره في نهر السنغال.
بدأت دراسة البحيرة من طرف المركز الفرنسي للحمضيات لما وراء البحار IFAC عام 1953 ،حيث وضع مقياسا لتحديد عمق البحيرة،و تٌظهر المعطيات التاريخية المتوفرة بان البحيرة جفت بشكل كامل سنتي 1967 و1987 مما سبب انتشارا للرمال الأمر الذي قلل من سعتها لاحقا .
تعاني البحيرة من تحديات كبيرة لعل أهمها إقامة السدود والحواجز الترابية علي روافدها ، وخصوصا في مقطع السفيرة ،كما أنها تأثرت ببناء سد مانانتالي إلا أن الأنشطة البشرية كالاستغلال غير المعقلن للمياه يعد اكبر التحديات اليوم.
الأهمية الاقتصادية للبحيرة
تنبع أهمية البحيرة من كونها تقع في واحدة من أفقر مقاطعات لعصابة وهي بذلك تساهم في الحد من الفقر خصوصا لدي الفئات الأكثر هشاشة وتعد قطبا للتنمية يسهم في تقليل الهجرة إلي المدينة.
أظهرت دراسة للتقييم المندمج للأنظمة البيئية للبحيرة أٌجريت 2009 ،بأن قيمة نواتج الخدمات التي توفرها البحيرة تقدر 631 351 250 مليون أوقية يعود اغلبها إلي قيمة مياه الشرب لجزء البحيرة الجوفي و مياه سقاية قطعان الماشية والتي تمثل 86% من القيمة الكلية، هذا بالإضافة طبعا إلي منتجات أخري كالأسماك و المحاصيل الزراعية والمنتجات العلفية وخشب الوقود وبعض المنتجات الغابوية الغير خشبية الأخرى PFNL .
الأهمية البيئية للبحيرة
تعد بحيرة كنكوصة منطقة رطبة وإرثا وطنيا يجب حفظه وإعطاؤه العناية الضرورية ،فوجود الماء في ببيئة جافة هو كل ما تحتاجه الكائنات الحيوانية وخصوصا الطيور المهاجرة والهاربة من صقيع أوربا ،حيث تجد المسطحات المائية بما توفره من نباتات مائية، و لا تقتصر القيمة البيئية للبحيرة علي كونها موئل للطيور لأشهر عديدة من السنة ،بل تتجاوزها حيث تعج بالحياة وتوفر الملاذ لكائنات عديدة ، هذا بالإضافة للمناخ الموضعي الذي يتشكل حولها مما يوفر بيئة ملائمة للساكنة.
إن التسيير المعقلن والمستدام للمناطق الرطبة يعد أمرا بالغ الأهمية إذا ما أردنا صونها ، كما أن اقتراح مناطقنا الرطبة التي تتوفر فيها معايير رمسار سينقلها إلي العالمية لتصبح إرثا إنسانيا يحفظه القانون الدولي خصوصا في ظل التجاوزات التي تعرفها اليوم .
تلعب البحيرة أدوارا اقتصادية هامة لساكنة كنكوصة، و هي نظام بيئي هش نظرا للتغيرات المناخية والضغوط التي تنتج عن الاستغلال المفرط لمواردها، لذلك علي صناع القرار اتخاذ الإجراءات الكفيلة بحفظها وصيانتها ،وتبدأ تلك الإجراءات باعتماد برنامج تشاركي للتسيير المعقلن لموردها يٌمثل فيه الساكنة بشكل ملائم.
المهندس:الهيبة ولد سيد الخير
مصدر الصور : "كنكوصه اليوم"
تصنيف: