انطلاق الحوار : الرئيس عزيز يمد يده للمعارضة المقاطعة

في كلمته الافتتاحية التي ألقاها مساء اليوم قي قصر المؤتمرات بمناسبة انطلاق الحوار السياسي الوطني، ركز الرئيس محمد لد عبد العزيز على الخطوات والجهود التي بذلتها الدولة لضمان مشاركة الجميع في هذا الحوار؛ ثم أشار بصورة غير مباشرة عن رغبته وأمله في أن تنضم أطياف المعارضة المقاطعة، محذرا في نفس الوقت من دعاة الكراهية والعنف ومن أعمال المفسدين السياسيين، فقال :  " وستبقى يد الحوار ممدودة لكافة الفاعلين السياسيين، خدمة للمصالح الوطنية العليا، وعلى رأسها حماية كيان المجتمع من دعاة الكراهية والعنف، ومؤسسات الدولة من أعمال المفسدين".

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

نص خطاب الرئيس

"بسم الله الرحمن الرحيم،
(...)

نجتمع اليوم بمختلف تشكيلاتنا السياسية وأطيافنا المجتمعية، لتدارس سبل تطوير تجريتنا الديمقراطية، والحفاظ على المكاسب التي تحققت في مجال بناء وتكريس دولة المؤسسات، وصيانة وتعزيز الوحدة الوطنية، وحماية الحوزة الترابية، وترسيخ قيم الانفتاح والتشاور.

أيها السادة والسيدات،

لقد بذلت الأغلبية والمعارضة المشاركة في الحوار، جهودا مكثفة، خلال أشهر عديدة، وسعت بنية صادقة لإشراك جميع الأطراف دون استثناء وتدارس مختلف المواضيع والقضايا المقدمة للبحث على طاولة الحوار.

وقد أكدنا التزامنا بكل ما من شأنه تعزيز الثقة المتبادلة بين أطراف الساحة السياسية ووجهنا، خلال مناسبات وطنية عديدة، نداءات للانخراط في حوار وطني شامل، واستجبنا لكل المبادرات والمقترحات البناءة، أيا كان مصدرها، ووفرنا كل الوقت اللازم لإنضاج وإنجاح هذا المسار.

وستبقى يد الحوار ممدودة لكافة الفاعلين السياسيين، خدمة للمصالح الوطنية العليا، وعلى رأسها حماية كيان المجتمع من دعاة الكراهية والعنف، ومؤسسات الدولة من أعمال المفسدين.

أيها السادة والسيدات،

لقد اجتازت بلادنا بسلام، التحديات الأمنية التي عصفت، بالعديد من دول المنطقة، وجنبنا وطننا تداعيات ما سمي بالربيع العربي، الذي بات الكل مجمعا على نتائجه المدمرة، لدول وشعوب كانت إلى وقت قريب تنعم بالأمن والاستقرار.

وتأكدت نجاعة مقاربتنا التي حققت لشعبنا المحافظة على الأمن، وضمنت الحريات السياسية، ومكنت من إنجاز بنية تحتية ملائمة، وضبط التوازنات الاقتصادية الكبرى، ومحاربة الغلو والإرهاب، ونأت بالبلد عن الصراعات والتجاذبات الخارجية، وضمنت امتلاكنا لاستقلالية وسيادة القرار.

وقد أسهم حوار 2011 ونتائجه في هذه الحصيلة المشرفة التي كرست الاستقرار، وجنبت بلادنا كل المطبات.

أيها السادة والسيدات،

إن مخرجات هذا الحوار، يجب أن يكون دافعها وهدفها خدمة المصالح العليا للوطن، بعيدا عن أي اعتبارات أخرى، وستحظى هذه المخرجات بالعناية اللازمة. كما سيتم الرجوع إلى الشعب، عبر استفتاء عام، للبت في المقترحات والتوصيات التي يقتضي تبنيها إجراء تعديلات دستورية.

وفي الختام أود أن أثمن حرصكم على تلبية النداء الذي أعلنا عنه، من مدينة شنقيط التاريخية، لإطلاق حوار وطني شامل وجامع بلا شروط مسبقة.

لقد غلبتم المصلحة العامة على ما سواها وساهمتم، برؤاكم وأفكاركم النيرة، وبذلتم وقتكم في إنجاز المراحل التحضيرية والمحطات التمهيدية، لهذا الحوار الوطني الشامل.

قال تعالى: "وقل اعملوا فسيرى الله عملكم والمومنون". صدق الله العظيم.

أتمنى لأعمالكم التوفيق والنجاح.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".

تصنيف: 

دخول المستخدم