العنف ضد المرأة في بلادنا : حينما يكون خلع الزوج لأسنان زوجته من الزمن الجميل./ بقلم السيده اجيرب

ذكرتني جريمة ذبح الفتاة افاتيس من طرف زوجها سائق الشاحنة بحكاية كتبتها منذ ما يزيد على الثلاث سنوات عن فتاة زارتنا ذات صباح في مصلحة النزاعات الأسرية؛ ولكن يبدو أن حكاية صاحبتنا كانت من "الزمن الجميل" كما يسميه "شعب جمهورية مارك".

ككل أيام دوامنا الرسمي، يتوافد علينا يوميا عدد يختلف باختلاف المواسم والأيام: فترة الذروة بالنسبة لنا هي الأعياد الدينية وافتتاح المدارس واليوم الأول بعد عطلة الأسبوع والتي تتطلب زيادة في المصاريف قد تثقل كاهل رب الأسرة وتجعله يهرب من تلك الالتزامات برمي ورقة الطلاق في وجه المرأة أو يدفعها هي للبحث عن مصادر أخرى بوسائل قد تكون حلالا وقد لا تكون.
‎لذلك استنتجنا من خلال هذا المعطى أن العامل الاقتصادي هو السبب الأول في ظاهرة التفكك الأسري وتبعاته في مجتمعنا .
‎دخلت فتاتنا الجميلة ومعها والدتها وجلستا على المقاعد وبدأنا في تسجيل المعلومات كالعادة. إلا أننا لا حظنا أن صاحبتنا لم تتكلم.. ونحن عادة نفضل الأخبار من فم مولاه. فخاطبنا الفتاة التي كانت تغطي فمها فانفجرت باكية ولم نستطع رغم محاولاتنا المتكررة أن ندفعها للكلام .
‎فبدأت أمها الحكاية :

"لقد زوجنا ابنتنا هذه لابن عمها وهو يكبر والدها بعدة سنوات ويعمل سائقا لشاحنة بين نواكشوط والولايات الداخلية .
‎ والفتاة أصلا لا تحبه.. وبالكاد تقبل المبيت معه؛ ولكن لم تعد لدينا حيلة. فنحن قد زوجناها له وانتهى الأمر ولم نكن نعرف طبعه فهو رجل عنيف..."

‎واصلت والدة الفتاة:

"نحن نقطن في الكزرة والبيوت مفتوحة على بعضها.. وكان معنا بعض جيراننا.. وكانت هي تقيم الشاي والليل في أوله.. وفجأة دخل علينا وطلبها للذهاب معه للمبيت.. فقمت وجهزتها وكان يستعجلني.. وليس من عادته ذلك. وذهب بها. وفي الصباح جاءتنا في هذه الوضعية التي ترون..."

وأكملت الوالدة ودموعها تنهمر على خديها قالت بأنه ذهب بها إلى منطقة نائية قريبة من الشاطئ وطلب منها أن تنزل من السيارة فنزلت.. وسألته:

"لماذا نحن ذاهبان إلى هذا المكان؟

فأجابها:

" سترين."

‎ثم جذبها حتى سقطت على الأرض ونزع اسنانها الأمامية وهي تصرخ ثم حملها إلى السيارة وقضى معها ليلته وقال لها أثناء الطريق إذا صدر عنك أي صوت سأنزع بقية أسنانك.

‎صعقنا من هول المفاجأة وتلمسنا أسنانا قبل أن نطلب منها أن ترينا فمها .
‎انتقلنا معها مباشرة لمفوضية الشرطة لطرح شكايتها وأخذنا رسالة من المفوضية لطبيب الاسنان لتحديد الضرر الجسدي أما النفسي فلا يمكن تحديده .
‎المصيبة الكبرى أنه في تلك الفترة كان القضاة يتعاملون مع العنف الزوجي بتساهل ويقررون حفظ الملف .
‎وهكذا بدأ طرح قضايا العنف تجاه المرأة عموما والعنف الزوجي خاصة يأخذ منحى آخر.. وتغير التعامل معه من الحفظ إلى المعالجة القانونية.

المرجع : السيده اجيرب (فيسبوك)

تصنيف: 

دخول المستخدم