الطريق إلى الوزارة في حكومة غزواني: اذكرني.. ولا تذكرني!

نحن على مدى أسبوع من أول تناوب ديمقراطي على السلطة في البلد. المدة تبدو طويلة جدا في أعين البعض.. وقصيرة جدا من منظور آخرين.. والناس  اجمعين في انتظار الحدث. الساسة مستعجلون ومتلهفون؛ آمالهم كبيرة وخوفهم أعظم: الجميع يتساءلون عن الحكومة القادمة وبنيتها. منهم الطماعون الذين يجعلون من "اذكرني" أداة هينة للوصول إلى المناصب السامية في الدولة  : السياسية والإدارية. وفي المقابل، يوجد رجال ونساء اكفاء طموحون غير أنهم ينأون بأنفسهم عن النهج السابق مع أملهم في التعيين.

الفئة الأولى يمتاز أعضاؤها بالسطحية والطمع السياسي. سلاحهم ومنهجهم: استخدام طرق ملتوية ومريبة تقوم على بث إشاعات تمجدهم وتمدحهم.. و"تتنبأ" بتعيينهم، محتسبين أن ذكر أسمائهم كوزراء كفيل بإدماجهم ضمن لائحة "الموَزَّرين" المحتملين؛ أي  المؤهلين الجديرين بتولي حقائب وزارية في الحكومة المقبلة. وقد اتصل بنا شخصان في موقع موريتانيا المعلومة.. طلب كل واحد منهما أن ننشر أسمه وبان نكتب أنه سيكون وزيرا في حكومة ولد الغزواني الأولى.  ولما رفضنا الاستجابة لطلبهما أحالنا أحدهما إلى مصدر إعلامي كان قد نشر ما طلبه منا. ولم نرضخ  مرة أخرى لإلحاحه رغم ما وعد به من إغراءات وما قدم من مبررات بما في ذلك استخدامه للقرآن الكريم، كقوله تعالى : "ولا تزر وازرة  وزر أخرى"، معترفا ضمنيا بأنه وضع نفسه في مقام "وازرة أخرى".

أما أهل الفئة الثانية فهم على العكس. لهم عمق فكري وسلوكي يحسدون عليه.. ويتسمون بكفاءات مهنية عالية  تبرر طموحاتهم السياسية العميقة. ولا يرون حاجة  لبث إشاعات التعيين فيما يخصهم. بل ينأون عن هذا النوع من المراوغات السخيفة والاستراتيجيات الضعيفة. غير أن منافسيهم ومخالفيهم في المنهجين السياسي والفكري يعملون في الخفاء من اجل إقحامهم فيها: يبثون إشاعات بتعيينهم تهدف إلى الإضرار بهم وإلى سد أبواب التعيين في الوظاؤف السامية أمامهم.

وفي هذه الظروف المتباينة والمتشابكة في نفس الوقت، فإن عبأ كبيرا يقع على كاهل الرئيس المنتخب. المقاييس والمعايير التي سيعتمدها في اختيار فريقه الحكومي وأعوانه المقربين والرئيسيين  ينبغي أن تجعل خطا فاصلا بين الفئتين. وبعبارة أخرى، ندعو الله العلي القدير إلى أن يوفقه إلى سبل تمكن من الفصل بين الغث والسمين.

وبناء على ما نعرفه عن الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، من عمق في الرؤية.. ومن رزانة.. وتأن.. وقوة إصغاء... وعلى ما تقدم به وصدر عنه منذ إعلان ترشحه؛ فإننا نعي تماما أنه من الصعب على الانتهازيين أن يوقعوا به في  شراكهم السخيفة. هذا مع عدم نكراننا أن لديهم قوة مكر لا يستهان بها.  

البخاري محمد مؤمل (اليعقوبي)   

تصنيف: 

دخول المستخدم