الرئيس الفرنسي: لم أقل أنني ادعم الرسوم (المسيئة للرسول) لكن الإخوان المسلمين حرفوا كلامي...

نبرة تهدئة تظهر في حديث جديد للرئيس الفرنسي عن الإسلام وعن الرسوم المسيئة للرسول محمد صلى الله عليه وسلم. والواضح منها أن مانويل ماكرون يحاول مرة أخرى جاهدا تلميع صورته وصورة بلاده في العالم الإسلامي بعدما أصابها من اضرار على أثر قوله بأن "الإسلام يعيش ازمة" في إطار دفاعه المستميت عن نشر الرسوم المسيئة لرسول الله صلى الله عليه وسلم.

وكان بدأ حملة التلميع بشكل مكثف من خلال مقابلته مع قناة الجزيرة القطرية موجها آنذاك رسالة تهدئة إلى المسلمين الناطقين بالعربية. وكلنا نتذكر الجدل الذي أثاره نشر الجزيرة لها حيث استنكر كثير من المدونين المسلمين أن تكون القناة منبرا  لماكرون. و نفس الهدف أراده أيضا هذا الأخير من خلال إيفاد وزير خارجيته إلى بلدان عربية من بينها مصر حيث كان من المثير للانتباه أن  السيد إيف لي دريان التقى واجتمع مع رئيس جامع الأزهر، أي: مع أكبر مرجعية اسلامية في مصر أو حتى في العالم الإسلامي. 

أما الآن، فها هو ماكرون يتوجه إلى المسلمين الناطقين بالفرنسية مصوبا جعبة دعايته إلى القارة الإفريقية والمنحدرين منها. وهكذا جاء اختياره لمجلة جان افريك (Jeune Afrique) التي خصها بمقابلة مطولة حمَّل فيها "جماعة الإخوان المسلمين وتركيا" مسؤولية  "سوء فهمه" كما يقول. إذ يتهمهم ب"التحريف" المتعمد لكلامه.

ولا يبدو أن الرئيس الفرنسي تراجع أو غير الكثير في موقفه فيما يعني المضمون. أما من حيث الشكل، فيبدو أن الأسلوب الخطابي الذي تبناه هنا اتجاه الإسلام والمسلمين لا يخلو من مرونة وتهدئة، بل إن صاحبه يحاول أظهار نوع من الأحترام لهم. 

ونورد فيما يلي جزء المقابلة المتعلق بالرسوم المسيئة للنبي صلى الله عليه وسلم. 

البخاري محمد مؤمل (اليعقوبي)

 

"جان أفريك: أحدثت تعليقاتك على الرسوم الكاريكاتورية للنبي باسم الدفاع عن حرية التعبير عاصفة كبيرة في منطقة الساحل والمغرب العربي. هل تندم علي هذا؟

مانويل ماكرون: يؤسفني أن كلماتي قد تم تحريفها. أنا احترم كل دين. وإذا قرأتم خطاباتي ، فسترون أنني كنت متسقًا في هذا الأمر. لكن عندما قررت منذ بداية ولايتي التي تدوم خمس سنوات أن أحارب الإسلام الراديكالي، تم تشويه كلامي من طرف جماعة الإخوان المسلمين ، على نطاق واسع ، ولكن أيضًا من قبل تركيا ، محاولين التأثير  على الراي العام في مناطق عديدة، بما في ذلك أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى. أنا لا أهاجم الإسلام، بل أهاجم الإرهاب الإسلامي ، مع العلم أن أكثر من 80٪ من ضحايا الهجمات الإرهابية الإسلامية في العالم هم من المسلمين. عندما قمت بتكريم صموئيل باتي [اغتيل في 16 أكتوبر] ، قلت إننا سندافع عن حق: الحق في التجديف والكاريكاتير على أرضنا. لم أقل أنني دعمت الرسوم الكرتونية. كما أدعوكم لأن تسألوا أنفسكم عن رد فعل المجتمع الدولي على هذا الموضوع: في كانون الثاني (يناير) 2015 ، عندما اغتيل صحفيو شارلي إيبدو باسم الله ، جاء القادة المسلمون وشاركوا في مسيرة في شوارعنا. واليوم عندما تم قطع رأس أستاذ بسبب تعليمه حرية التعبير ، هل يجب أن نعتذر؟ العالم مصاب بالجنون. لن أعطي أي شيء لهؤلاء الناس."

تصنيف: 

دخول المستخدم