الخبر عندنا : أية أخلاقية ؟

 فُكَّ عقالُ حرية التعبير في بضع سنين بعد أن كنا في "أقسى السجون وأمرها تلك التي لا جدران لها" كما يقال .... امتطى كل صهوة لسانه بين مخبر وكاتب ومحلل ومحاول.... سار الجمع الكريم في معمعة وكأنهم يرددون "ويل أمك يالوراني " (ويل لأمك يا من بقيت في الوراء).....قلت في نفسي لن أتأخر في اللحاق بهم والقراءة لهم  ..  وفجأة وبينما كنت اجمع حقائبي إذا بعاذل عايش النكبة وأخواتها يقول لي:

إياك أن تقرأ حرفا من كتابات العرب .. فحربهم إشاعة وسيفهم خشب .... إياك أن تسمع حرفا من خطابات العرب.... فكلها نحو وصرف وأدب .......

  وإذا بآخر يتحدث عن  بعض الكتاب المعاصرين:

فلر بما رفعوا الوضيع سفاهةً ... ولربما وضعوا رفيع الشان  ..

وجيوبهم فيها قلوبهم إذا     ...   ملئت فهم من شيعة السلطان

وإذا خلت من فضله ونواله   ...     ثاروا عليه بخائن وجبان

ويصوّبون..المخطئين...تعمّدًا...ومن المصيبة زخرف العنوان

 لم اسمع قول عذالي : ركبت جواد مخيلتي الأصهب .. جلت ببطء بين ما كتبه اهلنا في المشرق والمغرب. .قرأت للطفل  وقد قرأت للأب.. قارنت بين الموقع والجريدة.. راجعت الكتابات القديمة.. طفت على الفيس والواتساب... قرأت عن بعض الظروف التي تسببت في الحرب... و أخيرا خلصت إلى أن الغرب يريدنا أن نذهب.. يرى أن لغتنا هي المشكل.. ولابد لشمسها أن تغرب.

 رموها بالضعف ليعيش أهلها في غربة.. ولوفي أوطانهم.  لا يفقهون إلا أنهم مغلوب على أمرهم!! سمع ذوو الآذان منهم في الرواية الشفهية أن لهم أجدادا كانوا أصحاب همم!!  ازداد سعر "أنا".. وشطبت بقية.الضمائر...يجيشون بعضهم ضد بعض لا هم خدم ولا هم حرائر. يضربون بعضهم ببعض دون وعيهم.. فيستوي الجميع في الألم.

ولأن الطائر ليس إلا من فريقه كما قيل، فقد رأيت أن أقتفي اثر خولة بنت ثعلبة رضي الله عنها في المجادلة عن قومي بطرحي للأسئلة التالية.  ذلك أنه لابد أن من بينهم رجلا رشيدا:                                                

هل يستحضر إعلاميونا شم العرانين أن الإعلام اليوم يمثل جيشا عرمرما يفسد كما يصلح...

هلا شخصنا طبيعة اهلنا؟ هل أخذنا في الحسبان ان المجتمع فيه ضعيف وقوي: "منا سيد سمح السجايا ومنا دون ذلك يعذرونا"؟ كما قال الشيخ محمد المامي رحمه الله.

ما هو تأثير الإعلام في سلوك المجتمع؟

هل تعلمون أن القارئ يظل في حيرة من أمره وكأنه عني بالبيت القائل :

       " تَكَاثَرَثِ الظِّبَاءُ عَلَى خِدَاشٍ ** فَمَا يَدْرِي خِدَاشٌ مَا يصيد"

هل ترون أن الأخبار الغير مؤكد منها تفقد صاحبها المصداقية عند الناس.

يقول المتنبي:

"هم نسبوا عني الذي لم أفُه به  **  وما آفة الأخبار إلا رواتها"

 هل ترون أن تمرير الأخبار المشينة زاجر؟ أم أنه مذلل للمسلكيات الضارة في أعين الناس؟ وإن يظهر يعم المجاور....

أما ترون أن البعض منا قد يبغض البعض الآخر لأنه من شيعة "برصا" والآخر يريد "اريال مدريد" مما لا ناقة لنا فيه ولا جمل.........

هل فكرتم يوما أن سمعة البلاد هي التى يتوقف عليها مجيء العباد؟

هل تعلمون أنه لو أراد الآخرون أن يظهروا للعالم ما يحدث عندهم من اختلالات لما كفاهم وقتهم ولما استطاعوا الذهاب إلى حوائجهم ... ولما زارهم زائر؟

(يتواصل)

امبيريكه محمد مؤمل

 

   

تصنيف: 

دخول المستخدم