ذكرت مصادر محلية في أزواد بشمال مالي أن مقاتلين تابعين لجماعة "أبو الوليد الصحراوي"، أوقعوا خسائر بشرية في صفوف مقاتلي حركة إنقاذ أزواد MSA (جناح قبيلة دوسحاق الطارقية)، خلال اشتباكات بين الطرفين وقعت قبل يومين قرب منطقة منيكا في أقصى شرق أزواد، كما اشتبكوا مع مقاتلين آخرين تابعين لحركة "غاتيا" (قبائل إيمغاد الطارقية) في منطقة غير بعيدة من منيكا.
وتأتي هذه الاشتباكات التي يخوضها "أبو الوليد الصحراوي" ومقاتلوه ضد مليشيات تابعة لقبائل دوسحاق وإيمغاد، تنفيذا لتهديد كان قد أطلقه في رسالة كتبها بالقلم الأحمر خلال شهر رمضان الماضي، ووجها إلى زعيم قبيلة دوسحاق "موسى أغ شغتمان"، والقائد العسكري لقبائل الإيمغاد الجنرال "الهجي أغ غامو"، يهددهما فيها بحرب ضروس لا هوادة فيها على القبيلتين، وذلك بعد نصب مقاتلين تابعين لهما، كمينا لمجموعة من مقاتلي "الصحراوي" قرب الحدود مع النيجر أوقعوا خلال عددا من القتلى في صفوفهم.
وقد لوحظ أن "أبو الوليد الصحراوي" وقع تلك الرسالة ـ التي كتبها بخط يده ـ باسمه فقط، دون صفته (الصورة التالية) كما وصف جماعته "بعباد الرحمن وأوليائه المجاهدين"، ولم يرد أي ذكر لاسم تنظيم الدولة الإسلامية الذي سبق وأن بايعه في مايو عام 2015، في الرسالة التي كتبت في ثلاث صفحات، وهو ما يعزز مصداقية الأنباء التي ترجح انفصاله عن تنظيم الدولة الإسلامية قبل سنة ونيف، وتحدثنا عنها في مقال سابق.
غير أن العديد من المراقبين والعارفين بالمنطقة يطرحون أكثر من سؤال عن حقيقة "الصحراوي" ومن يقف وراءه، وهل صحيح أنه تلقى أموالا طائلة من تنظيم الدولة الإسلامية قبل الانفصال عنه، ومن أين له بهذا النشاط والحركية، فقد فتح عدة جبهات قتالية في وقت واحد، بعضها داخلي وبعضها خارجي، حيث يخوض حربا على دول الجوار عبر عمليات عسكرية ينفذها مقاتلون تابعون له في النيجر وبركنفاصو، ويواجه محليا القوات الفرنسية (بارخان) والقوات الدولية (المنيسما) والجيش المالي، إضافة إلى قتاله ضد مسلحي حركتي "غاتيا" وMAS في أزواد، هذا فضلا عن أن كل المؤشرات والأنباء الواردة من الصحراء الكبرى تؤكد مسؤوليته عن قتل الجنود الأمريكيين الأربعة قبل أسبوع، في كمين نصبه لدورية مشتركة بين القوات الخاصة الأمريكية والجيش النيجري قرب الحدود مع مالي...
فما هي حقيقة قوة الرجل وجماعته، ولمن يتبع الآن، ومن أين له بكل هذا النشاط والوسائل اللازمة لحرب متعددة الجبهات ومتنوعة الخصوم؟
ملاحظة أخيرة: حركة إنقاذ إزواد MSAعبارة عن تنظيم أسسه عناصر من قبيلة دوسحاق وشمناماس، بقيادة موسى اغ شغتمان، والعقيد الصلاة أغ خبي، وذلك بعد انشقاقهما عن الحركة الوطنية لتحرير أزواد، ومنسقية الحركات الأزوادية، لكن الرجلين اختلفا حول قيادة الحركة، فانقسمت إلى نصفين، أحدهما خاص بمقاتلي "دوسحاق" وهو الذي دخل في مواجهة مع مقاتلي أبو اوليد الصحراوي، والثاني خاص بمقاتلي قبيلة "شمنماس".
نقلا عن : محمد محمود أبو المعالي
تصنيف: