الإرهاب : أثر البيان الأخير على الشيخ الددو.. واتساع الهوة بينه مع الحاضن الأول..

كانت المملكة السعودية والدول الحليفة لها المقاطعة لدولة قطر قد أصدرت منذ أشهر قائمتين على الأقل بأسماء إرهابيين تضم هيئات وأشخاص من جنسيات مختلفة.. وقد لاحظت موريتانيا المعلومة حينها أن تلك اللوائح خالية من الموريتانيين.. مستنتجة أن تلك القوائم ستتبعها لائحة أو لوائح أخرى. وذكرت على الخصوص أسم الشيخ محمد الحسن ولد الددو وعلاقته الوثيقة مع الشيخ القرضاوي وشخصيات "إخوانية" أخرى شملتهم قائمة المتهمين بالإرهاب الأولى  الصادرة عن النظام السعودي وحلفائه الثلاثة الآخرين : مصرالإمارات- البحرين.

واليوم فإن هذا الحلف قد أضاف لقوائم الإرهاب السابقة 11 شخصا ومنظمتين تعملان تحت راية الإسلام، هما: المجلس الإسلامي العالمي والاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.. وكما كان الحال في المرة السابقة، لا تضم هذه اللائحة موريتانيين بشكل معلن وصريح. وهي مع ذلك لم تخلُ منهم إن نحن أخذنا في الحسبان أن الموريتانيين المنتمين لهاتين المنظمتين مشمولون تلقائيا ضمن الإرهابيين. وهذا ما سينطبق بصورة خاصة على الشيخ محمد الحسن ولد الددو لكونه عضو "مجلس أمناء الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين".

 وبناء على هذا  التأويل، لم يتردد بعض المراقبين الإعلاميين مثل تقدمي.نت و مثل موقع "الموريتانية" في إعلان ولد الددو من بين الإرهابيين المنصوص عليهم في البيان الأخير للسعودية وحلفائها. وهذا ما يفهم أيضا من ردة فعل الشيخ الددو السريعة ونبرتها الحادة مقارنة بما كان يصدر عنه سابقا. فقد  احتج عبر قناة الجزيرة القطرية  بقوة على بيان السعوديين وحلفائهم متحدثا باسم الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ؛ قائلا إن " الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يدعو هذه الدول لمراجعة قرارها ولإطلاق سراح الدعاة والعلماء المظلومين – (يعني علماء وشخصيات محسوبين على حركة الإخوان المسلمين تم اعتقالهم في السعودية - هيئة تحرير موريتانيا المعلومة)-  وللرجوع لما كانت عليه من قبلُ من التعامل مع كل  المنظمات والمؤسسات الإسلامية...".

وقد سبق لولد الددو أن اعتمد خطابا مماثلا رغم أنه حاول فيه آنذاك تفادي الدخول في صراع مقتوح مع المملكة السعودية. حذر يبدو أنه تجاوزه اليوم.. أو على الأصح حذر لم تترك له السعودية فرصة بسبب خطورة التهمة التي وجهتها للهيئة التي ينتمي لها ولد الددو ويتحدث باسمها.

فالهوة تتسع إذا يوما بعد يوم بين الشيخ الددو والإخوان المسلمين من جهة، والمملكة السعودية وحلفائها من جهة أخرى. والغريب في الأمر أن هذا الصراع بين الطرفين مخالف للمنطق التاريخي علما أن السعودية كانت أول دولة حاضنة لحركة الإخوان المسلمين.. كما حضنت ولد الددو شخصيا سنين عديدة خلال بداية مشواره الإخواني الدعوي . 

     

 

تصنيف: 

دخول المستخدم