تتناول منذ صباح اليوم مصادر إعلامية خبرا ذا طابع عسكري؛ مفاده أن سيارة على متنها منقبون عن الذهب موريتانيون تعرضت لأطلاق ناري على الحدود الشمالية الموريتانية. وبعد تحريات أجرتها موريتانيا المعلومة تم التأكد من صحة الخبر ومن أن عناصر من القوات المغربية هي مصدر النيران العسكرية، تلك القوات المرابطة على طول الجدار العازل الذي بناه المغرب على خط حدود الصحراء الغربية مع موريتانيا. وحسب نفس المصدر فإن المغاربة أرادوا ارسال تحذير للمنقبين.
وفعلا يخشى المغرب كما تخشى موريتانيا ودول الجوار من أن يؤدى انتشار المنقبين عن الذهب في المنطقة إلى تطور تهديدات أمنية خطيرة. لذلك تراقب قوات الدفاع الحكومية المنتشرة على الحدود هذا الأمر وتحاول أن تكافحه. غير أن التزايد المذهل للمنقبين واتساع مناطق انتشارهم وفوضويته كلها عوامل توفر أرضا خصبا للتآمر والتعاون بين المنقبين مع جماعات التهريب والجريمة المنظمة والجماعات الإرهابية.
ولا شك أن الصراع السياسي والمسلح بين المغرب من جهة وجبهة البوليزاريو المدعومة من طرف الجزائر يشكل من جهة أخرى عائقا كبيرا يحول دون التعاون بين بلدان المنطقة لمواجهة هذه المخاطر الأمنية. ولا توحي أزمة معبر الكركارت الأخيرة ببوادر حل في القريب العاجل للأزمة الصحراء الغربية. بل إن تطورات الوضع تشير إلى تباعد كبير في مواقف أطراف الصراع الرئيسسين. فمن جهة سيطرة المغرب على الموقف العسكري نجاحاته الدبلوماسية المتزايدة، يقابلها في الطرف الآخر رفض وإصرار شديد من جانب البوليزاريو وحليفته الجزائر.
تصنيف: