لقد انتابني شعور بالسعادة لما قرأت هذا المساء التدوينة التالية على صفحة الإعلامي الموريتاني المعروف محليا ودوليا، باباه سيدي عبد الله :
" قمة انواكشوط بين الخبير العسكري والدبلوماسي المحنك
فى ختام قمة انواكشوط العربية، وخلال المؤتمر الصحفي المشترك بين وزير الخارجية الموريتاني والأمين العام لجامعة الدول العربية، جلس فى الصف الأمامي واحد من أبرز خبرائنا العسكريين والإستراتيجيين المهتمين بموضوع مكافحة الإرهاب، ووجه سؤالا للأمين العام لم أفهم –شخصيا- مقاصده العميقة، لكنني فهمتُ ردَّ الدكتور/أحمد أبو الغيط عليه.
وقبل عرض السؤال والجواب، أؤكد لكم أن لا اعتراض لدي على وجود ضابط سام متقاعد فى صف الصحفيين، فقد يكون مستشارا إعلاميا لمجلة الجيش أو خبيرا مشاركا فى مركز أبحاث يصدر نشرة دورية...الله تعالى أعلم.
إنه – على كل حال- أجدر بالحضور من آخرين اكتظت بهم القاعة وشغلوا وقتهم بأحاديث جانبية وصور تذكارية، بينما كانت أسماء "السائلين" المختارين جاهزة فى لائحة لدى أحد مساعدي الأمين العام للجامعة العربية ، وقد قرأها تِباعا بفصاحة مبهرة وكأنه جلبها معه من القاهرة.
أما رئيس اللجنة الإعلامية للقمة المستلقي على مقعد فى آخر القاعة فكانت ( تزوز به عينه من حين لأخر)، إلا أن وطنيته منعته من الإستفادة من حقه فى النوم قبل أن يتأكد من تتابع أسماء السائلين ومن عدم إضافة أي اسم جديد.
لقد سأل الخبير العسكري والإستراتيجي أمين عام جامعة الدول العربية : "....هل ستكون لكم علاقة خاصة مع رئيس جامعة الدول العربية (محمد ولد عبد العزيز) للتنسيق فى العمل خلال الرئاسة الموريتانية للجامعة..؟". (هذا هو لُبُّ السؤال وليس نصَّه الحرفي).
رد الأمين العام : "...أولا أريد أن أؤكد لكم أنني وزير خارجية لسبع سنوات، ودبلوماسي مصري وفى أروقة الأمم المتحدة لأكثر من 46 سنة..تجربتي وخبرتي وصلاحياتي كأمين عام تساعدني على القيام بواجبي...رئيس القمة عُروبي و له رؤية عسكرية وله صلاحيات واضحة كرئيس للقمة...." (هذا هو لُبُّ الجواب وليس نصَّه الحرفي).
أرجو أن يتم بث المؤتمر الصحفي كاملا – دون قطع أو رتوش- حتى نتأكد جميعا من محتوى هذه التدوينة،وربما نقترب أكثر من فهم مغزى السؤال و تفاصيل الجواب."
كما أسلفتُ، أحسستُ بمشاعر الرضا والاعتزاز عند قراءتي لهذه التدوينة . لأن المدون ذكرني بخير دون الإفصاح عن اسمي رغم أنه نشر صورتين لي. فحدثتني نفسي بأن أرد له الجميل. فرضخت لإيحاءاتها.. وكتبت انطباعاتي دون أن أكلف نفسي عناء ترتيبها ولا تحسين صياغتها ولا إصدارها كاملة، مكتفيا ببعض الملاحظات المبعثرة التي قد لا يربطها شيء لولا أنني رقمتها:
1. أقدم لك جزيل الشكر ـ سيدي العزيز باباه سيدي عبد الله ـ على المشاعر الطيبة التي عبرت عنها تجاهي.. وأرجو من الله العلي القدير أن أكون على مستوى تقديرك واحترامك لي وعلى مستوى حسن ظنك بي.
2. إنني اعتز باهتمامك بالمسائل التي أثرتُها في اسئلتي التي وجهتها للأمين العام للجامعة العربية، حتى وإن كانت تراودك شكوك حول فهمك الدقيق لمغزاها ومقاصدها.. وشعورك بالشك هنا مبرر تماما حسب ما يبدو لي.
3. التساؤلات التي أثرتَ ـ هي والتحفظات الكامنة وراءها ـ تضفي على الموضوع صبغة حوارية تثري النقاش، وأنا امتن لها أيضا.. لأنني على قناعة تامة أن "الحقيقة الإعلامية" تعددية أو لا تكون. بمعنى أن فهمها وطرق التعاطي معها ـ سؤالا كانت أم جوابا، تعليقا أم خبرا، رغم ما يدرَّس في الأوساط التعليمية الصحفية حول "قدسية الخبر" و"حرية التعليق" ـ أمور تتفاوت حسب تمايز كل مرسل و كل مستقبل لها.
4. إثناء تواجدي في قصر المؤتمرات بانواكشوط ـ وليس في القاهرة ‼ ـ كنت أتحدث مع جماعة من الصحفيين العرب والأجانب، لما أشارت إلي سيدة موفدة من طرف وكالة الأنباء السودانية لتغطية القمة، صحافية كانت تحاورني قبل ذلك بدقائق في إطار تقرير إخباري تعده حول القمة (للإطلاع عليه اضغط هنا ) ، وأخبرتني أن سيدة مصرية كانت تقف غير بعيد منا تسجل أسماء الإعلاميين الذين يرغبون في المشاركة في المؤتمر الصحفي المقرر تنظيمه بعد اختتام القمة. فطلبتُ من هذه الأخيرة تسجيل اسمي واسم زميل آخر كان معنا. وكان ذلك قبل بداية المؤتمر الصحفي بساعات عديدة. ولما نُودي باسمي وباسم الموقع الذي أديره خلال سير المؤتمر الصحفي تبين لي أن السيدة المصرية استجابت لطلبي.
5. نشرت على موقع موريتانيا المعلومة الذي أديره الأسئلة التي طرحتها على السيد أحمد ابو الغيظ . ونشرتها كما كنت قد اعددتها دون نقصان أو زيادة؛ لعلها تُزَود القراء ببعض التفاصيل الإضافية وتساهم في اثراء نقاش مفيد وبناء حول التساؤلات التي أثارها مشكورا الإعلامي الكبير السيد باباه سيدي عبد الله في تدوينته. ويمكن الاطلاع على الأسئلة بالضغط هنا.
6. للوقوف بالضبط على "لب السؤال" فالعودة إلى المرجع المذكور آنفا كفيلة بإزالة الغموض لأن المسائل التي سالت عنها الامين العام لا تنحصر فيما ذكرتكم. وكذلك فإن "لب الجواب" الذي قدمه يحتاج هو الآخر إلى التدقيق. ففعلا تحدث السيد أبو الغيظ عن تجربته الطويلة كدبلوماسي وعلاقته بالجامعة العربية وتنظيم قممها. لكنه أيضا تحدث عن علاقته بموريتانيا وأثنى على رئيسها قائلا أنه لم يرتبط قبل القمة الحالية مع الرئيس الموريتاني بمعرفة شخصية غير أنه خلال الأيام التي قضاها في نواكشوط تعرف إلى الرئيس الموريتاني و يستطيع أن يؤكد وفق خبرته "أن ولد عبد العزيز رجل وطني عروبي حاسم له معرفة بالاستراتيجيات الكفيلة بخدمة المصلحة العربية ". قد لا يفرح خصوم ولد عبد العزيز بهذا الثناء لكن الأمين العام للجامعة العربية لا ناقة له ولا جمل بالصراعات السياسية بين الاطراف الموريتانية.
البخاري محمد مؤمل
المدير الناشر لموقع موريتانيا المعلومة
تصنيف: