بينما كنت أتجول اليوم كعادتي بين صفحات فيسبوك والرسائل التي تصلني عبر الواتساب، رن الهاتف. فنظرت إلى الشاشة، فإذا برقم أجنبي، فأجبتُ:
"- آلو
- آلو... السيد محمد مؤمل.؟
- نعم (...)، فأنا هو.
- معكم قناة الحرة من واشنطون.
- أهلا وسهلا...
- فبوصفكم خبيرا سياسيا نريد أن نستضيفكم في نشرة الساعة العاشرة مساء كما فعلنا سابقا عدة مرات. ونرجو أن تحدثونا هذه المرة عن التطورات الأخيرة المتعلقة بتعليق الحزب الوحدوي الديمقراطي الاشتراكي 30 يوما الذي انتمى له مجددا الرئيس الموريتاني السابق.
- لستُ خبيرا سياسيا. وفي الحقيقة ليس هذا تخصصي كما تعلمون.. بل أنا أهتم أساسا بالمسائل الإستراتيجية المتعلقة بالأمن.
- نحن نعرف.. وهذا يدخل ضمن المسائل الاستراتيجية والأمن. ولا شك أن لكم رأيا ومعلومات حول الموضوع تفيد في إنارة الرأي العام الدولي حول ما يجري في وطنكم. ومن جهة أخرى لم يعد لدينا الوقت للبحث عن ضيف بديل."
كررت في نفسي قول مخاطبتي: "(...) إنارة الرأي العام الدولي حول ما يجري في وطنكم"، ثم أجبتُها:
"- طيب، مبدئيا أوافق.. وسوف أأكد لكم ذلك بعد نصف ساعة".
فكرت في الموضوع.. ثم قررت أن استجيب للدعوة فورما اطلعت على بعض ما كتب حوله أو تذكرته. ومن أهم ما استحضرته ورسخ في ذهني نص للكاتب والنائب الخليل النحوي سبق أن نشره موقع موريتانيا المعلومة[i].
شكل ذلك النص خلفية فكرية اعتمدت عليها. مفادها أنه من الصعب أن نجد ما هو أفضل بالنسبة لمن مارسوا أعلى سلطات في بلد ما من مقام ومكانة رئيس سابق سلم السلطة بطريقة ديمقراطية لرئيس منتخب. وينبغي لمن حالفهم هذا النوع من الحظ أن ينأوا بأنفسهم بعيدا عن كل ما قد يضر بهذا المكسب الغالي أو يشوش عليه. وطبعا، هذا لا يمنعهم بأي حال من الأحوال من ممارسة النشاطات التي يريدون تبعا للنصوص المعمول بها وحسب ملاءمة الفرص التي تتوفر لهم.
البخاري محمد مؤمل (اليعقوبي)
تصنيف: