إلى فخامة رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، المحترم؛

سيدي الرئيس؛

بعد التحية والتقدير؛

شاهدت خطابكم القيم حول المرحلة الدقيقة التي نمر بها، كغيرنا من دول العالم؛ حيث عالجتم قضايا مهمة، واتخذتم إجراءات ضرورية، واعتمدتم حلولا لا غنى عنها، وإن كنت لا أرغب أن أُدْرَجَ في خانة المنوهين بخطابكم؛ لاختلاف مآربي ومآرب بعضهم؛ فأنتم تحتاجون في هذه المرحلة الحاسمة إلى "يوسف" حفيظ عليم، وفي غنى عن مصفقين ومطبلين لا جدوى لهم في الميدان.

وما دام الهدف لديكم - ولدينا جميعا- هو مصلحة الشعب والوطن، وحماية الأنفس قبل غيرها، فإن عليكم – ولكم واسع النظر- أن تفكروا في اتخاذ إجراءات يُجْمِع الخبراء – ولستُ منهم- على ضرورة القيام بها بسرعة؛ وهي:

1. الحجر المنزلي التام مدة أسبوعين؛ أي فرض الإقامة والبقاء في المنازل مدة أسبوعين (عمر الفيروس) على ساكنة البلد؛ مع ما يترتب على ذلك من حظر جميع التجمعات، وعزل الأحياء والمدن والمقاطعات والولايات، بعضها عن بعض؛ فهناك إجماع تام على أن هذا هو أنجع وسيلة للحماية من هذا الوباء وجعل الفيروس يموت في الشوارع وعلى السطوح؛ وخاصة في شعب محدود الوسائل والإمكانيات مثلنا. وكلما أسرعنا في ذلك كانت الفائدة منه أعظم.

2. تعبئة جزء كبير من الإمكانيات والوسائل من أجل النهوض بالأعباء الاقتصادية والاجتماعية المترتبة على هذا الحجر والعزل على الاقتصاد والخدمات والناس؛ وخاصة إنتاج وتوفير ودعم السلع الضرورية وبقاء الخدمات الأساسية، وحماية الفئات الضعيفة من المجتمع.

3. تعبئة جزء كبير من الإمكانيات لتوفير الأمور الضرورية التالية:

أ. الكمامات الواقية، وأجهزة التنفس، وأجهزة المعاينة والفحص، بأعداد كبيرة جدا، حسب الإمكان.

ب. تجهيز أربعة مستشفيات ميدانية كبيرة، يحتوي كل واحد منها على 50 سرير عناية مُرَكّزة، تكون موزعة بين شرق البلاد وجنوبها وشمالها ومدينة انواكشوط. وتجربة مستشفى الجيش الميداني في ألاگ رائدة في هذا المجال.

ج. توفير أبر كمية من الأدوية المستخدمة حتى الآن في مواجهة هذا الوباء؛ الفرنسية، والصينية، والكوبية، والروسية، المعلن عنها اليوم.

4. دعوة الجيش وقوى الأمن للإشراف على تنفيذ خطة مواجهة الوباء.

5. الاستعانة بالشعب في تنفيذ هذه الخطة، وتعبئةُ ما لدينا من وسائل إعلام وتنوير في شرح ضرورة اتخاذ هذه الخطوات، والتكاتف بغية إنجاحها، وفي تفنيد جميع محاولات عرقلتها والتشكيك فيها.

6. (وأخيرا) إشرافكم شخصيا على رقابة العمل والصرف والتموين والتوزيع.. إلخ؛ إذ بدون تلك الرقابة لن يَعدم المفسدون والمتحايلون والسفهاء شتى الوسائل الشيطانية لتخريب العمل والتواني فيه، واختلاس الموارد والتمويلات، وتدوير الأجهزة والأدوية وغيرها.

وفقكم الله، ووفقنا جميعا لما فيه خير الوطن والشعب والبشرية جمعاء. إنه سميع مجيب.

محمدٌ ولد إشدو

تصنيف: 

دخول المستخدم