إرهاب: حتى لا تتضرر بلادنا من وضع النيجر في "المنطقة الحمراء" ...!

أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية اليوم أن النيجر أصبح بكامله في "المنطقة الحمراء" التي تعني أرضا غير آمنة بشكل كبير جدا، حيث وضعت البلد ما عدى العاصمة على خرائط الخطر الأقصى؛ محذرة بذلك المواطنين الفرنسيين من دخول النيجر مستثنية العاصمة فقط، ومحذرة أيضا أنه لا ينصح بالقدوم إليها إلا في حالة الضرورة القصوى. أما بقية البلد فأن السلطات الفرنسية تحُض مواطنيها بشدة على تجنبها.

ويأتي هذا التصنيف كرد على هجوم مسلح يُعتقد أنه إرهابي وقع يوم الأحد الماضي، وقتل فيه مدنيون من بينهم ستة فرنسيين يعملون في هيئة خيرية. وجرى الهجوم على بعد 60 كم من نيامي في منطقة سياحية كانت تعتبر آمنة قبل هذا الحدث.

ويثير لدينا هذا الوضع الجديد في النيجر مشاعر متناقضة فيما يخص موريتانيا.

الصورة الأمنية الخارجية للبلد دائما في خطر...!

فمن جهة، فإننا نخاف من أن يغير خبراء الأمن الفرنسيون المكلفون بمتابعة الأوضاع في الساحل نظرتهم نحو الأسوأ. ولا يستبعد أن ينجم عن ذلك إعادة تصنيف للتهديدات والخطر بشكل أكثر تشددا. وقد يمس العمل برؤيتهم الأمنية المتشددة تصنيف موريتانيا من طرف الخارجية الفرنسية بشكل قد يلحق أضرارا بصورتها بعدما شهدت تحسنا اخرجت فرنسا بموجبه رقعة هامة من أرضينا من "المنطقة الحمراء". 

 مما مكَّن البلد من استقبال كم معتبر من السواح الغربيين وغيرهم من عشاق الصحراء خلال السنوات الثلاث الاخيرة. والآن، فإننا نخشى ان يؤثر سلبا تدهور الأوضاع الأمنية في النيجر وفي منطقة الساحل على التحسن الذي تشهده الصورة الأمنية الخارجية للبلد رغم أن  التحسن ناقص إلى حد كبير.  

وجهة سياحية هامة في منطقة الساحل...؟

وفي المقابل، فإذا كانت رسالتنا الأمنية قوية، تقوم على أوضاع داخلية سياسية مستقرة وحالة أمنية عامة تدفع إلى الاطمئنان؛ وعلى مقاربة فعالة وناجعة في مجال محاربة الإرهاب والجريمة العابرة للحدود، وإذا كان هذا كله تواكبه إستراتيجية إعلامية جيدة؛ فإن بلادنا مرشحة لأن  تكون وجهة للسواح والأجانب في منطقة الساحل بحيث نستفيد من عزوفهم عن الجهات الخطيرة من المنطقة.  

وعلينا أن نعمل في هذا السبيل، وليس فقط من اجل أن لا  يؤثر سلبيا تدهور الأوضاع في المنطقة على صورة بلادنا، فحسب،  بل ينبغي أن نعمل على تحسين تصنيفنا من الناحية الأمنية من طرف شركائنا وغيرهم من صانعي وناشري الرأي. فالتصنيف الحالي رغم تحسنه مجحف بنا وغير عادل. ففي "خريطة المخاطر" الحالية الصادرة عن الحكومة الفرنسية يقع اكثر من ثلثي ترابنا الوطني في  المنطقة "الحمراء" ورقعة كبيرة منها "برتقالية". وفي هذا الصدد، فقد نسبت جريدة "لي موند" ( صورةLe monde) الفرنسية إلى  الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني قوله: "في مناطق أخرى نشاهد ألوانًا صفراء أو خضراء تميز أماكن الأوضاعُ الأمنية فيها أسوأ مما عندنا".     

وعلاوة على هذه الجوانب الأمنية المعروفة، فلا ينبغي أن يذهب عن بالنا أن جائحة كوفيد 19 أصبحت هي الأخرى من بين التهديدات الكبيرة الظرفية الراهنة - إن لم تكن أهمها- التي تصنف الأوضاع الأمنية الداخلية للدول على أساسها. لذلك يجب أن نأخذ هذا الموضوع في الحسبان وأن لا نتراخى ولا نهين في التصدي لانتشار الوباء، كما ذكَّر الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني بذلك أمس خلال اجتماع الوزراء.  

وخلاصة القول أن التطورات المتلاحقة للتهديدات والمخاطر الأخيرة في منطقة الساحل ومن حولنا، تشكل صفارة إنذار تدعونا إلى العمل على أربع جبهات مترابطة ومتكاملة: جبهة الأمن الداخلي، جبهة محاربة الإرهاب والجريمة العابرة للحدود، الجبهة الإعلامية  المتعلقة  بأوضاعنا الأمنية، وجبهة مكافحة جائحة كورونا.

 

البخاري محمد مؤمل (اليعقوبي)

تصنيف: 

دخول المستخدم