ما زلتُ أتوقع لهم بأسا أشد وأعظم...

في السابع عشر من الشهر الجاري، أي قبل أسبوعين من الآن، طرحتُ السؤال التالي، عنوانا لمقال كتبتُه حول إدارة نتنياهو للحرب: "طوفان اسرائيلي خطير في طور التكوين، متى ينفجر؟"

وختمتُ ورقتي، قائلا:

"ومقاربته– (أعني رئيس الوزراء الإسرائيلي)- تؤتي أكلها لحد الآن رغم كونها لا تخلو من مخاطر ومغامرات ستكون لا محالة غالية الثمن.

وقد يظهر ذلك في أجل غير بعيد. وتبدو بوادر "طوفان أقصى" من نوع آخر ترِد من أكثر من جهة. ولا يُستبعد أن يكون من مصادرها الخطيرة ما يسري بوتيرة متسارعة داخل الجيش والمجتمع الإسرائيليين من خلافات وتصدعات قد تخرج عن السيطرة."

  تَحقق بعض تنبؤاتي منذ صباح اليوم، حين تم اقتحام قاعدتين عسكريتين اسرائيليتين من طرف أكثر من 1000 من المتطرفين الإسرائيليين، من بينهم جنود ومسؤولون سامون في الدولة يضمون وزيرا وأعضاء في "الكنيست"؛ جميعهم غاضبون من مساءلة القضاء العسكري في دولتهم لجنود متهمين بارتكاب جرائم ضد معتقل فلسطيني. ولا اعتقد أن التهديد سوف ينتهي عند هذا الحد. فالحدث يعزز تيارات المتشددين الإسرائيليين من اليمين المتطرف مما قد يشجعهم على القيام بأعمال شغب أشد خطورة مما شهدناه اليوم، أو حتى جرائم وتصرفات تسمو إلى مستوى الجرائم الكبيرة. وكلنا نتذكر اغتيال إسحق رابين. 

وقد لا تقتصر اعمال الشغب والجرائم المرتبطة بالسياسة داخل المجتمع الإسرائيلي على اليمين المتطرف المعروف والمصنف اليوم، بل قد تأتي من جهات أخرى.

البخاري محمد مؤمل (اليعقوبي)

تصنيف: 

دخول المستخدم