" المفاوضات من أجل المفاوضات والحرب من أجل الحرب ليست هي شروط وجودي السياسي فحسب، وإنما أيضا تلبية لتطلعات المتطرفين من المستوطنين والصهاينة الذين يقفون ورائي، والذين يتزايد نفوذهم عالميا مع تقدم اليمين المتطرف في العالم الغربي. وفي هذه الحالة، فإن حركة الشارع المناوئة لسياستنا ولإسرائيل، في انحاء عديدة من العالم، لا تقلقني كثيرا لأنها سوف تتلاشى شيئا فشيئا. ويسعدني كونها خجولة في العالم العربي والإسلامي. ونحن طبعا نعول كثيرا في هذا المنحى على عودة دونالد ترومب إلى السلطة في اشهر قليلة وعلى دفعه من جديد لحركة التطبيع مع الدول العربية.
أما على الصعيد الداخلي، فلا تصدقوا من يقولون إنني على خلاف شديد مع المؤسسة العسكرية. حلفائي كثيرون في القوات المسلحة بل هم من يتحكمون في أدوات القرار الرئيسية. ومنافستي مع الفاعلين السياسيين، سواء مع "حزب العمل"، أو مع يوآف غالانت أو غيرهما من الأحزاب والفاعلين الإسرائيليين الآخرين تدور حول الأساليب، ولا تعني القضايا ولا الأهداف الأساسية."
هذا ما ينبغي التصريح به من طرف بن يامين نتنياهو لو أنه يريد إزاحة اللبس والغموض عن سرديته. لكنه لن يفعل، مفضلا ذر الرماد في العيون. ومقاربته تؤتي أكلها لحد الآن رغم كونها لا تخلو من مخاطر ومغامرات ستكون لا محالة غالية الثمن.
وقد يظهر ذلك في أجل غير بعيد. وتبدو بوادر "طوفان أقصى" من نوع آخر ترِد من أكثر من جهة. ولا يُستبعد أن يكون من مصادرها الخطيرة ما يسري بوتيرة متسارعة داخل الجيش والمجتمع الإسرائيليين من خلافات وتصدعات قد تخرج عن السيطرة.
البخاري محمد مؤمل (اليعقوبي)
تصنيف: