يوم الإثنين القادم يجب ألا تتكرر الفوضى والتجاوزات التي سادت شوارع نواكشوط طيلة ساعتين أو أكثر فور انتهاء المباراة التي فاز فيها "المرابطون" على المنتخب الجزائري. يجب أن تأخذ السلطات الأمنية حذرها عبر انتشار قواتها بصورة رادعة قبل انتهاء مباراة الفريق الوطني ضد نظيره من دولة "الكاب فير " (الرأس الاخضر)، وأن تصدر منذ الآن بيانات وحملة تحسيسية وتثقيفية واسعة تحذر من الفوضى واعمال الشغب، وتتواصل طيلة فترة "الكان 2024"، خاصة بمناسبة المباريات التي تشارك فيها دول مجاورة لها جاليات كبيرة في موريتانيا. فكلنا نتذكر ما صدر عن أنصار "الأسود السنغاليين" من اعمال شغب في نواكشوط ونواذيبو احتفاء بانتصارات فريقهم خلال " الكان 2022"، وخلال كأس العالم 2018. وأخشى أن تتكرر تلك الفوضى وأعمال الشغب إن لم نستبقها ونتصرف بصورة تقي منها أو على الأقل تجعل حدا كبيرا لانتشارها ولاضرارها. ومن غير المستبعد في حالة عدم الاعتناء بالخطر أن يمتد إلى انصار الفريق المالي وربما إلى انصار منتخبات من دول أخرى.
وكلنا معنيون بالأمر. تقع طبعا المسؤولية الأولى على الجهات العمومية المختصة، الأمنية والرياضية والإعلامية.
إلا أن مسؤولية فاعلي وناشري الرأي لا تقل أهمية. وبسبب انتشار تقنيات الاتصال وشبكات التواصل، فكل المواطنين صاروا فاعلي وناشري رأي.
لذا، فإنني ادعو الجميع إلى تبني ونشر هذه الرسالة بالصيغة التي يراها كل فرد مناسبة. وجِّهوها إلى الجميع، بادئين بأصحاب القرار. وخلافا لما يروج له بعض المشككين، فإن لي شخصيا معهم تجارب مهنية كثيرة تبين أنهم كثيرا ما يصغون لما يردهم من أخبار وتنبيه.
فالأمن قضيتنا جميعا. فلنساعد المهنيين القائمين عليه ما استطعنا لذلك سبيلا. وإحاطتهم علما واشعارهم بالمخاطر والتهديدات على رأس واجباتنا.
وعلى صعيد جيوسياسي مغاير للرياضة، لكنه يلتقي معها، خاصة مع كرة القدم، فيما ينجم عنها من أجواء مشحونة بالمشاعر الجياشة لدى الشباب والمواطنين، فرحا أو غضبا، فإنني أذكِّر بأن القرارات الأولية لمحكمة العدل الدولية ستصدر بعد ساعات من الآن حول الدعوى التي تقدمت بها جنوب افريقيا ضد إسرائيل. وفي حالة كونها في صالح الفلسطينيين – كما يتوقع كثير من فقهاء وخبراء القانون الدولي، فإنها سوف تثير طوفانا من مشاعر السرور في البلد وفي العالم العربي والإسلامي بقدر ما فجر "طوفان الأقصى" من مشاعر الأمل والاعتزاز. وينبغي اتخاذ الاحتياطات اللازمة بشأن ردود الفعل الشعبية العفوية التي قد تنبثق عن قرار محكمة العدل الدولية، لكي لا يركب الفوضويون موجات الفرح بالانتصار.
البخاري محمد مؤمل (اليعقوبي)_
.
تصنيف:
