نعم لقد كانت زيارة الرئيس غزواني لمدينه كيهيدي صادقة لخلوها من جميع مظاهر التزوير الذي قلما تنجو منه مثيلاتها.
اجل لقد غاب عن هذه الزيارة ارباب انواكشوط بسياراتهم الفارهة ومواكبهم الكرنفاليه واثوابهم البراقة وخبرتهم الفائقة في طمس الحقيقة عن الرئيس كلما اراد ان يطلع عن كثب على اوضاع المواطنين في الداخل.
لقد عاين الرئيس الغزواني هذه المرة _علي الاقل _الواقع في ادق تفاصيله وتجلياته وعاش هول الكارثه الذي كان تشريد اكثر من 500 اسرة عن بيوتهم تعبيرا مركزا وصادقا عن الحدث
غير ان صعوبة الوضع والذهول الذي صاحبه وتقاسم جميع الناس الاحساس بمرارةالواقع لم يصرف نظر الرئيس غزواني وهو_ السياسي المحنك والمثقف المتبصر _عن التاكيد على اهمية الخيار الاستراتيجي للبلد المتمثل في السعي الحثيث الى تحقيق الاكتفاء الذاتي في مجال الغذاء.
الا ان تحقيق هذا المبتغى له تكلفته وهو نبذ بعض العقليات الضارة وان نُغذ جميعا السير والخطي في توجه صادق الي الزراعة الموسمية .
وهنا ينبغي لوزارة الاتصال ان تشمر عن ساعد الجد لتعلب الدور المنوط بها في عملية التنمية الشاملة وذالك عبر تنظيم حملات اعلامية تعبوية تجوب المناطق الزراعية تطبيقا لخطة فنية محكمة تم انجازها من قبل فنيين متخصصين .
ومن شأن ذالك ان يْخرج اجهزة الاعلام من ابراجها العاجية لتواكب الاحداث السياسية وتشرحها وتجول في مضامينها ،والا تكتفي _كماتفعل الآن_ بتنظيم المقابلات والندواة مع عناصر من النخب السياسية في انواكشوط ..ليس لها أي تأثير في الداخل.
وفي عين المكان كان الرئيس غزواني واضحا في اسداء التعليمات والتوجيهات الي القضاة والاداريين المحليين بحل النزاعات العقارية المستعصية التي تعد عقبة كأداء في وجه اي اصلاح جاد في هاذا المضمار ...اذليس من المنطقي في شيء ان تظل مساحات واراض زراعية خصبة معطلة بسبب نزاعات وخصومات اكل الدهر عليها وشرب .
...
وتضمنت زيارة الرئيس طمأنة المواطنين _وهاذا وارد وفي محله _الذين اصبحو يفترشون الارض ويلتحفون السماء طمأنتهم بأن الدولة لديها القدرة والارادة الصادقة علي حل هذه الاوضاع الطارئة المترتبة عن السيول ..
كماعبر عن استعداد الدولة لبناء المزيد من السدود وتجهيز المزارعين لمايحتاجونه من آليات وارشاد فني .
وخلاصة القول ان هذه الزيارة كانت ذات فائدة كبيرة وخير عميم علي السكان .
احمد يعقوب البرناوي كاتب صحفي متقاعد..
تصنيف: