تحديات البيئة والتغير المناخي لا تبالي كثيرا بلغة المتكلم، بل بفعله ومدى قوة التزاماته الرامية إلى رفع التحديات المطروحة؛ والرئيس محمد ولد الشيخ ولد الغزواني امتاز عن سابقيه من قادة موريتانيا بمواقفه الجريئة والأصداء القوية لخطابه في الداخل والخارج فيما يعني المحافظة على البيئة والعمل على رفع تحدياات التغير المناخي والبيئي.
لقد كان أول رئيس للبلاد يدين ويستنكر بقوة وجراءة لم يسبقه لهما زعيم أو سياسي موريتاني الممارسة الوحشية للصيد البري، التي لا تنتشر على نطاق واسع بين مواطنينا فحسب، رغم تجريمها قانونيا، بل أن ممارسيها يتلذذون ويفخرون جهارا نهارا بما يقدمون عليه من مخالفات. وكلنا نتذكر كيف لم يتوانى رئيس الجمهورية في إدانتهم خلال افتتاحه للمعرض الوطني لتثمين الثروة الحيوانية المنظم بمدينة تبدغه في بداية ابريل 2020.
ونفترض أن الجهات المختصة الوطنية عملت على ترجمة خرجته الإعلامية القاطعة آنذاك إلى اجراءات ملموسة تعطي دفعا قويا لاستراتيجية البلد في مجال المحافظة على الحيوانات البرية في الوطن، وعلى البيئة بشكل عام. ونلاحظ فعلا مجهودا غير مسبوق في الفترة الأخيرة في مجال محاربة الحرائق في الوسط الريفي والرعوي. ونعتقد أن هذه الخطط الجديدة لمكافحة الحرائق في البلد تشكل تجسيدا لجانب من رؤية استراتيجية وطنية بيئية، شاملة وفعالة.
ويتأكد لدينا هذا الشعور من خلال حضور رئيس الجمهورية لقمة المناخ "كوب 26" المنعقدة في مدينة غلاسكو الاسكتلندية. ولم يأتيها فارغ اليدين، بل على العكس، كان يحمل رسالة واضحة وقوية تبيَّن أن لها وقعا إيجابيا على المشاركين: طابعها العملي والملموس أشار إليه زعماء وقادة دوليون من بينهم الرئيس الفرنسي الذي استشهد بكلام الرئيس محمد ولد غزواني في حديثه عما ينبغي فعله على ارض الواقع في سبيل مكافحة التغير المناخي.
هل للغة، أو اللغات، التي تحدث بها الرئيس الموريتاني أو غيره من المؤتمرين دور كبير في التأثير على المشاركين؟ ربما.
لكننا نرى حقيقة أن طرح السؤال بهذه الصيغة لا يقدم ولا يؤخر كثيرا، لأنه أسلوب شكلي الغوص فيه يبعدنا عن المهم والأهم: مضمون الخطاب السياسي، وما يتسم به من جدية، ومن فعالية، هو ورزانة صاحبه... هي المقاييس التي تشغل بال المتلقي المسؤول والناضج. أما غير ذلك، فلا عبرة به إلا عند قاصري الادراك للتحديات العظيمة الجديدة ولهذا النوع من المناسبات، أو عند المشوشين الصيادين في المياه العكرة.
البخاري محمد مؤمل (اليعقوبي)
تصنيف: