معيار واحد يقيس به نواب حزب تواصل - المحسوب على حركة الإخوان المسلمين- مواقفهم فيما يبدو من القضايا السياسية: هل المسألة المطروحة نتاج لحوار وطني مثمر؟ فإن كان الجواب "نعم"، فهم يباركونها ويدعمونها؛ وإلا، فهم ضدها.
هذا ما عبر عنه بجلاء السيد النائب الشيخاني ولد بيبه مبررا تصويتهم ضد برنامج الحكومة الذي عرضه الوزير الأول المهندس محمد ولد بلال على الجمعية الوطنية، حيث كتب النائب الموقر:
"كان يمكن أن نصوت عليه لو كان نتاج حوار جدي ومخرجات نقاش مثمر يشارك فيه الموريتانيون بمختلف توجهاتهم ومواقعهم يضمنونه أولوياتهم وتوافقاتهم ثم يضيف من عنده بعد ذلك .وعندها وعندها فقط يستحق تصويت الجميع."
ولكن يحق لنا أن نتساءل: لماذا لا ينطبق نفس المعيار على موقفهم هذا: هل معارضتهم للبرنامج كانت نتاجا " لحوار جدي ومخرجات نقاش مثمر(شارك) فيه الموريتانيون بمختلف توجهاتهم ومواقعهم؟".
ويمكن أن نعمم التساؤل.. ونذهب إلى أبعد من الحدث الحالي: هل مشاركتاهم في الانتخابات -المثيرة للجدل أحيانا في أوساط حلفائهم في المعارضة-كانت دائما نتاجا لحوار وطني مثمر؟ وكذلك تعاطيهم مع نتائج الانتخابات، التي يرفضونها أحيانا ويقبلون بها تارة اخرى، متى كانت تلك المواقف المتغيرة في يوم من الأيام نتاجا لحوار وطني مثمر؟!
في الحقيقة، رفض أو قبول النواب لبرنامج حكومي ينبغي أن يتخذ منحى آخر: المعيار القياسي هو مضمون البرنامج ومدى تطابقه مع رؤية كل فريق برلماني والحلول التي يقترحها.
إن كان الفريق أو النائب المعني لديه اقتراحات بناءة مغايرة فعليه أن يقدمها ويرفض ما عرض عليه. وإلَّا، فمن الأنسب له أن يصوت على المقترحات الحكومية أو يسكت، أي : يتبنى الحياد. وليس مطالبا للحفاظ على سمته ك"معارض" أن يقف دائما في وجه ما يصدر عن الحكومة. وخاصة عندما يفتقر إلى بديل لما يقدمه الخصم، فتبني الرفض ومحاولة تبريره مهما كلف الثمن مناورة غير مجدية في هذه الحالة.
برامج العمل الحكومية مطالبة بتلبية شرطين هما معيار قياس صوابها من عدمه: أولا أن تكون أداة ومنهاجا لتنفيذ البرنامج السياسي الذي على أساسه انتخب المواطنون رئيس الجمهورية الذي اختاروه، أي: السيد محمد ولد الشيخ الغزواني.
ثانيا، أن يقدم البرنامج الحكومي المقترح إجابات للحالات والقضايا المستجدة مثل التحديات الكبرى التي طرأت بعد اصدار البرنامج الانتخابي لمرشح الرئاسيات الفائز.
ومن الواضح أن البرنامج الذي عرضه رئيس الوزراء على الجمعية الوطنية وصوتت عليه هذه الأخيرة، يندرج تماما ضمن آليات تنفيذ برنامج "تعهداتي" الذي اقترحه الرئيس غزواني على المواطنين ونال ثقتهم لما كلفوا حامله بقيادة البلد. كما أن جائحة كوفيد 19 التي ظهرت بعد الانتخابات الرئاسيات، وما زالت تداعياتها تتطور بشكل خطير وغير متوقع، نالت القسط الأكبر من المقترحات التي تناولها برنامج الحكومة الأخير.. مع أنه لا يخفى علينا أن الأمور في هذا المجال قابلة للتحسين، خاصة فيما يعني تكثيف فحوص الكشف وتحديد وعلاج بؤر العدوى (clusters).
وتلبية هذا البرنامج للشرطين السابقي الذكر، تجعل من الصعب مجابهة الحلول التي يقدمها على من ليس لهم بديل. لذلك، يبحث بعض الخصوم السياسيين من بين هؤلاء المتشبثين بصفة "المعارضة" عن موطئ قدم لهم في هذه الظروف الغير مؤاتيه بالنسبة لهم. فنراهم يحاولون الظهور من خلال زوايا أخرى خارجة نوعا ما عن الموضوع: تقوم على تفادى المضمون وافتعال حجج تتعلق بالشكل، لا تقدم حقيقة ولا تؤخر فيما يعني رفع التحديات الرئيسية التي يواجهها البلد.
البخاري محمد مؤمل (اليعقوبي)
-------------------------------------------------------
تدوينة النائب الشيخاني ولد بيبة المثيرة للجدل:
"صوتت ضد برنامج محمد بلال مثلي مثل فريق تواصل ككل لأسباب منها الموقع ومنها أن البرامج حسب التجربة ليست هي الفيصل وإنما التنفيذ هو الذي يحدث الفرق ولذا سمعنا من قبل برامج وخطط كثيرة وصدعت رؤوسنا بها فترة طويلة ثم تختفي كالسراب فلم تنفذ وما نفذ منها فبطرق غاية في الرداءة .
كان يمكن أن نصوت عليه لو كان نتاج حوار جدي ومخرجات نقاش مثمر يشارك فيه الموريتانيون بمختلف توجهاتهم ومواقعهم
يضمنونه أولوياتهم وتوافقاتهم ثم يضيف من عنده بعد ذلك .
وعندها وعندها فقط يستحق تصويت الجميع .
سنراقب الفرق الذي سيحدثة البرنامج واقعيا في التعليم والصحة في الإقصاد والواقع الإجتماعي ومحاربة الفقر في التشغيل في تهميش المعارضها وحرمان البلد من خدمة أطرها بسبب الإقصاء من التعين والتوظيف
سنراقبه في محاربة الفساد واعتماد الجودة والشفافية .
سنراقب المنجز المنفذ بغض النظر عما يقال
تصنيف: