أوضح رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، أن إفريقيا وأوروبا تربطهما علاقات عميقة وراسخة يعززها تعاون صلب ومتنوع بالإضافة إلى طموح القارتين في جعل هذه العلاقات شراكة مرجعية متعددة الجوانب.
وأشار في كلمة ألقاها اليوم الخميس خلال مشاركته في مجموعة عالية المستوى إلى أن دول إفريقيا وخاصة تلك الأعضاء في مجموعة الخمس في الساحل والتي تواجه مشاكل أمنية حادة واقتصادياتها أقل إنتاجية وتنوعا زاد من مشاكلها ما خلفته جائحة كورونا من تأثيرات سلبية عليها، مما خلف تناميا في نسبة الفقر وزيادة في هشاشة الفئات الأكثر ضعفا، منبها إلى أن الحل الوحيد لدفع اقتصاديات هذه الدول لمواجهة التحديات المتعددة التي تواجهها يكمن أساسا في إلغاء كامل وفوري لمديونيتها.
وجاء في بيان أصدرته رئاسة الجمهورية في أعقاب مشاركة السيد الرئيس في المجموعة المذكورة أن الهدف من هذا اللقاء الذي شارك فيه العديد من رؤساء الدول والحكومات والرؤساء السابقين وشخصيات إفريقية وأوروبية سامية، كان مناقشة إنشاء شراكة جديدة للتعاون تسمى" إفريقيا- المتوسط- أوروبا" بين القارتين.
وفيما يلي نص البيان:
"شارك صاحب الفخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني صباح اليوم في مجموعة عالية المستوى بدعوة من السيد جان كلود جينكر الرئيس السابق للجنة الأوروبية، من أجل وضع شراكة جديدة بين إفريقيا وأوروبا.
وكان الهدف من هذا اللقاء الذي شارك فيه العديد من رؤساء الدول والحكومات والرؤساء السابقين وشخصيات إفريقية وأوروبية سامية، هو مناقشة إنشاء شراكة جديدة للتعاون تسمى" إفريقيا- المتوسط- أوروبا.
وبهذه المناسبة ألقى رئيس الجمهورية كلمة هامة تناولت محاور أربعة هي:
المحور الأول: العلاقات بين إفريقيا وأوروبا، وفي هذا الإطار أوضح رئيس الجمهورية أن هذه العلاقات عميقة وراسخة يعززها تعاون صلب ومتنوع بالإضافة إلى طموح القارتين في جعل هذه العلاقات شراكة مرجعية متعددة الجوانب.
و أشار رئيس الجمهورية في هذا الصدد إلى أنه إضافة للقمم بين الاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوروبي توجد أدوات وآليات متعددة للتبادل، فالقارتان في حاجة لدعامة إضافية لتعميق وتقوية تعاونهما أكثر فأكثر.
وهكذا، يضيف السيد الرئيس، فإن وضع مؤسسة " إفريقيا – المتوسط – أوروبا" التي تدعم موريتانيا قيامها تجسد تماما هذه الشراكة، وستكون تكملة لا غنى عنها للمؤسسات التقليدية.
أما المحور الثاني فتناول خصوصية مجموعة الخمس في الساحل نظرا لحجم التحديات التي تواجهها وقرار الدول الأعضاء برفع هذه التحديات بصورة جماعية وتضامنية.
وأوضح رئيس الجمهورية أن هذه التحديات هي:
-الأمن لمواجهة الإرهاب والتهريب
-التنمية لتوفير حياة كريمة لسكان الساحل
-محاربة الهجرة السرية لإيقاف المأساة التي تغرق شبابنا وتقضي على قدرات مجتمعات الساحل المستقبلية.
المحور الثالث: يتعلق بوباء كوفيد 19 وفي هذا الإطار أشار رئيس الجمهورية إلى أنه بالإضافة لمشاكل إفريقيا التنموية فقد تلقت القارة ضربة موجعة بسبب هذا الوباء و تداعياته الهدامة على مجتمعاتنا واقتصاداتنا.
وقال إن هذه الأزمة أظهرت هشاشة نظمنا و برهنت على مدى مسؤوليتنا بضرورة تضامننا.
فقد ذكرتنا بأن الترابط يعتبر معطى أساسيا لعالم اليوم.
وعلى هذا الأساس ذكر رئيس الجمهورية بأن دول إفريقيا وخاصة تلك الأعضاء في مجموعة الخمس في الساحل والتي تواجه مشاكل أمنية حادة واقتصادياتها أقل إنتاجية وتنوعا زاد من مشاكلها ما خلفته جائحة كورونا من تأثيرات سلبية عليها، مما خلف تناميا في نسبة الفقر وزيادة في هشاشة الفئات الأكثر ضعفا، مع الإشادة في هذا الصدد بدعم الشركاء وتوقيف الديون مشيرا في نفس الوقت إلى أن مثل هذه الإجراءات رغم أهميتها تظل غير كافية بالمقارنة مع حجم الأزمة وأن الحل الوحيد لدفع الاقتصاديات ومواجهة التحديات المتعددة التي نواجهها يكمن أساسا في إلغاء كامل وفوري لمديونية بلداننا.
وبالنسبة للمحور الرابع فيتعلق بمبادرة إنشاء شراكة إفريقية – أوروبية
و في هذا المعنى أوضح رئيس الجمهورية أن هذه المبادرة تأتي فعلا في وقتها لنسج "علاقات بين مجموعتينا على أسس تتجاوز الروابط التقليدية القائمة بين المنظمتين القاريتين وتعزز العلاقات بين الشعوب وترسخ ثقافة سلم وأمن قوية وراسخة.
وأشار رئيس الجمهورية في هذا الصدد إلى أن هذه الأداة المبتكرة ستكون مناسبة لمعالجة القضايا الرئيسية التي تواجهنا مثل انتشار التطرف والعنف وما ينتج عن التحولات الاجتماعية والاقتصادية والرقمية والبيئية والمناخية.
و أعرب رئيس الجمهورية في الأخير عن أمله في أن لا يكون هذا الإطار الجديد مجرد إضافة وأن يكون إطارا حقيقيا للتعاون بين مجموعتينا يمكنها من تحقيق نتائج ملموسة تساعد مجتمعاتنا في تحول إيجابي وتخلق ديناميكية جيدة للتكامل والتعاضد بين شعوبنا".
نواكشوط في 16 يوليو 2020".
تصنيف: