حصيلة اليوم حول كوفيد 19 قد تثير درجة عالية من الذعر في نفوس الكثير من الناس؛ غير أن الأمر على عكس ذلك، ولله الحمد.
لقد عرفت فعلا الأربع وعشرون ساعة الماضية، عددا غير مسبوق في كمية فحوص كوفيد 19: 2329 فحصا. رافقها أعلى رقم في الإصابات اليومية بالمرض منذ ظهور الجائحة في البلد: 201 إصابة جديدة !
ومن الوارد والمعقول أن يدفع العدد الأخير والارتفاع المذهل الذي يعبر عنه إلى الفزع. وهذا الخوف مبرر تماما؛ لأن الأرقام تبين أن الوباء ينتشر أكثر فأكثر داخل البلاد. لكن قراءة المعطيات من زاوية إحصائية متبصرة تدفع إلى التفاؤل والأمل.
إذ نلاحظ أن نسبة الإصابات تشكل 8.3% من مجموع الفحوص التي أجريت في ال 24 ساعة الأخيرة. ولما نقارنها بنتائج اليومين السابقين، فسوف نتبين أن هذه النسبة تراجعت على التوالي ب 1.4 % و4.7%. وهذا يعني أن سرعة انتشار الوباء انخفضت خلال اليومين الأخيرين بصورة متزايدة.
وإذا استمر الوضع على هذا المسار، فإن عدد الإصابات سوف يواصل التراجع إلى أن يتوقف. وبقدر ما كثفت الفحوص، كانت النتيجة أحسن. وهذا هو التوجه الذي أعلن عنه القائمون على الأمر مرارا وتكرارا. وأكده بيان مجلس الوزراء المنعقد اليوم، حيث نص على أن رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني أصدر "تعليماته لوزير الصحة بالمبادرة باتخاذ التدابير الخاصة بتسيير الجائحة على مستوى المدن الداخلية بما يضمن تكثيف الفحوص وتوفير استجابة صحية مناسبة لمواجهة الحالات المسجلة في الداخل."
ومما يدفع أيضا إلى التفاؤل من جهة أخرى، أن عدد الوفيات لنفس الفترة ظل ضعيفا : استقر على 02 حالة لليوم. أي: نسبة 1.1% من مجموع الإصابات للفترة المعنية؛ بينما كانت في المقابل حالات الشفاء في ارتفاع مطرد خلال نفس المدة الزمنية: 13 حالة قبل أمس، و54 حالة يوم أمس و123 حالة شفاء أُعلن عنها مساء اليوم.
وهذه العوامل مجتمعة- (زيادة عدد الفحوص وتكثيفها، تراجع سرعة انتشار الوباء، تضاعف حالات الشفاء بشكل مطرد..)- توحي بأن البلد يسير على الطريق السليم وأن "النصر حليفنا"، كما قال رئيس الوزراء مختتما ندوته الصحفية الأخيرة.
لكن تحقيق هذا الأمل، في أسرع وقت وبأقل كلفة ممكنة، بشرية ومادية، يبقى مشروطا بسلوك المواطن ومدى تفاعله الإيجابي مع الاجراءات الاحترازية والوقائية المطلوبة. وهنا، يجب ان نعترف أن ترسيخ الوعي بالخطر وبما يقتضيه الوضع من التزام فردي وجماعي بحاجة ماسة إلى كثير من التحسيس والتثقيف من طرف الجميع.. وإلى مزيد من الصرامة والمثابرة أيضا من لدن السلطات والهيئات المعنية.
البخاري محمد مؤمل (اليعقوبي)
تصنيف: