كان ضعف المعلومات هو سبب تخبط الأطراف السياسية المعارضة خلال عشرية الرئيس محمد ولد عبد العزيز، واليوم تشرب نخب الأغلبية من الكأس ذاته.
- حينما كانت المعارضة تجمع شتاتها لمسيرة مطالبة بتفعيل الدستور وإعلان الشغور، كان الرئيس محمد ولد عبد العزيز يمارس الرياضة مع أفراد أسرته بباريس، ويتواصل مع رفيقه محمد ولد الغزوانى الممسك بالبلد أيام رصاصة أطويله، للإطمئنان على سير الأمور.
- حينما كان الرئيس وبعض أركان حكمه يخططون لنسف مجلس الشيوخ، كان بعض رموز المعارضة والأغلبية يتمترسون خلف توجهات محسن ولد الحاج، معتقدين أن "محسن" لن يتصرف دون توجيه من الرئيس.
- حينما كان الرئيس وأركان حكمه يقررون شكل الانتقال السلمى للسلطة بموريتانيا من ضواحى تيرس الزمور، كانت المعارضة تخطط لاحتجاجاتها الرافضة للمأمورية الثالثة، وتبنى خططها على تعديل آخر محتمل للدستور.
- حينما كانت باريس تضغط لإقناع ولد عبد العزيز بالتعامل معها فى حربها العبثية بمالى، كانت بعض الأطراف المحلية تتظاهر ضد الحرب بالوكالة، فى تغييب كامل لها عما يجرى خلف الكواليس من أزمة دبلوماسية مع باريس الإشتراكية، بفعل تدخلها فى مالى، وسلوكها فى ليبيا.
- حينما كان الرئس غزوانى يخطط لإرسال طائرة إلى صديقه من أجل العودة للبلد، وإطلاق حراك سياسى جديد داعم للرئيس وبرنامجه، كانت بعض رموز الحزب الحاكم تتبارى فى التعريض بولد عبد العزيز وتقزيمه، وتتهكم على الأخبار التى تتحدث عن امكانية عودته للبلاد من جديد.
ببساطة نقص المعلومات هو سر التخبط الذى شاهدناه، وسيدرك الجميع بعد أسابيع قليلة، بأن انقلابا سياسيا لم ينفذ، وأن عزيز وغزوانى أتفقا على كل النقاط قبل قبل اجتماع الحزب الأخير.
سيد احمد محمد باب
المصدر : اطلس إنفو
تصنيف: