ماذا قال المرشح للانتخابات الرئاسية الموريتانية محمد ولد الغزواني عن الصحراء الغربية؟ و ماذا فهمنا من قوله رغم أنه كان قولا واضحا لا يحتاج تأويلا؟؟ و لماذا تستعر فينا حمى الردود و الجدال و الحمية قبل أن نتبين الأمر؟ و هل يعقل أن يحمل كل واحد منا شعار : المهم أن أعلق و إن لم أفهم ؟؟
تحدث المرشح ولد الغزواني في سياق خطابات حملته عن جملة برنامجه المستقبلي عاقدا العزم على تنفيذه، إذا ما استتب له أمر الرئاسة، تحدث عن جانب إداري يؤرق الشارع الموريتاني و يعنيه وحده، يتعلق بمسألة الإحصاء و التجنيس، و من ضربه الأمثلة على ذلك ذكر دول الجوار الموريتاني؛ مالي، السنغال، الجزائر و الصحراء الغربية، مؤكدا أنه ليس عليهم تجنيس شعوب هذه المناطق كي لا يضيق خناق الإدارة الموريتانية بأهلها.. فما الذي حمله قوله من الإساءة لكل من ذكر بشكل عام و للشعب الصحراوي بشكل خاص؟؟
هل كان تحديد إسم بلدنا بالصحراء الغربية كما هو متعارف عليه ، و اعتبار شعبنا شعبا مجاورا للشعب الموريتاني ضرب من الإساءة؟ ما كانت الإساءة مطلقا في تسمية الأشياء بمسمياتها.
يتواجد بالمخيمات هنا و بالأراضي الصحراوية المحررة مئات الموريتانيين، يحملون بطاقات الإقامة، و لم تمنح الجنسية الصحراوية لأي منهم - رغم مساعي جلهم في الحصول عليها- و نعلم أيضا أن تقوية إدارة الإحصاء الصحراوية و دعوات النزاهة و الدقة فيها مطالبنا جميعا و ندرك أهمية نظام البيومتري المعمول به في تحقيق تلك المطالب، فهل القول بأنه ليس على الإدارة الصحراوية منح الوثائق للموريتانيين أو الجزائريين ضرب من الإساءة لهذين البلدين الشقيقين؟؟؟؟
نعلم كذلك أن الصحراويين الحامليين للجنسية الموريتانية لم يحصلوا عليها تلصصا أو اختلاسا، بل أن معظمهم ولد بالأراضي الموريتانية و المعروف أن موريتانيا بلد مستقل منذ ما يقارب الستة عقود و هو عمر الإدارة بها و من الطبيعي جدا أن يحظون بتوثيق للحالة المدنية و الشئ نفسه بالنسبة للصحراويين الحاملين للجنسية الجزائرية، و ليس في الأمر ما يعيب الصحراويين أو يقلل من مكانتهم، فقد ظلت الصحراء الغربية حتى اليوم بلدا مستعمرا، و لحالة الشعوب المستعمرة استثناءات كثيرة.
و من وجهة نظري و تحتمل الصواب كما احتمال الخطأ، أن نقف كصحراويين من الانتخابات الموريتانية موقفنا من الانتخابات الجزائرية؛ موقف الشقيق المتطلع لاستقرار و رقي شقيقه، الحالم بدول جوار قوية و مزدهرة، الشقيق السعيد بأن من بين أشقائه من يمارس سيادته على أرضه و ينعم باستقلال وطنه، دون أن نخلق الخصوم السياسين لدعمنا هذا أو صدنا لذاك، من منطلق ثوابت الأشقاء- على اختلاف مشاربهم السياسية- ومواقفهم من قضيتنا. و سواء فاز أي من المرشحين الستة المتنافسين على المقعد الرئاسي بموريتانيا، ستبقى هناك دعائم أساسية في العلاقات الثنائية الصحراوية الموريتانية لا اعوجاج فيها، و ستظل وشائج القربى ووحدة الدين و المصير قوالب المواقف السياسية، تحميها من الشطط و تصونها من التهور.
النانة لبات الرشيد
----------------------------------------------------------------
* المؤلفة ناشطة صحراوية تناضل من اجل استغلال الصحراء الغربية التي ضمها المغرب إلى أراضيه منذ أكثر من اربعة عقود.. معتبرا أنها جزء لا يتجزأ من المملكة المغربية. وهي أيضا شاعرة ملتزمة توظف مواهبها الادبية تبعا لرؤاها والتزاماتها السياسية والفكرية. لها نصوص شعرية كثيرة تطغى عليها نبرة النضال والالتزام بشكل عام وبالقضية الصحراوية بصورة خاصة، منها:
- ثلاثية الشعر والوطن وأنا
- نكوص
- الفضول يبعثره ذكر
- أطياف وطن
- جنين بحلم كبير
- أحزان بحجم الوطن...
(هيئة التحرير - موريتانيا المعلومة)
تصنيف: