الحزب يعيش وضعا لا يُحسد عليه: النزيف الذي أصابه منذ فترة متواصل، بل إن حجمه ووتيرته في تسارع ينذر بخطر على كينونة حركة الإخوان المسلمين في موريتانيا.. ولا يبدو أن زعاماته- لا رئيسه الجديد السيد محمد محمود ولد سيدي رغم رزانته، ولا رئيسه القديم رغم قدراته الخطابية الفائقة، ولا قادته الآخرين أو غيرهم- بقادرين على وقف التيار. الجميع مهددون بالغرق في سيل النزيف الذي يشتد يوما بعد يوم بشكل قد يكون رهيبا إن تواصل.
ولا يبدو في الأفق من سبيل لإيقافه أو لتغيير مجرى التيار والتخفيف من أضراره اللهم إن كان محاولة اختراق قوى الخصم وغيرها، وتسريب افكار الحزب وخطابه خفية في الأوساط الشعبية الموالية للمنافسين، وعبر المنابر المختلفة الأخرى- سياسية كانت أم نوع آخر- في انتظار أن تمر العاصفة وتتراجع الموجة. وقد يُفهم هذا التوجه التكتيكي المناور من الكلام العام والغامض - نوعا ما- لرئيس الحزب الحالي لما تكلم عن "استراتيجية الانفتاح" وحين دعا انصار حزبه ومناضليه إلى التسجيل على اللوائح الانتخابية "ولا يهم إن كانوا سيصوتون للمعارضة او لمرشح النظام" على حد قوله. وكان يتحدث في برنامج "في الصميم" بقناة "المرابطون" في شهر فبراير الماضي.
فمنذ إعلان ترشح محمد ولد الغزواني والاستقالات تتوالى، فرادى وجماعات، في صفوف حزب الإصلاح والتنمية (تواصل). وكذلك فإن إعلان قيادته الولاء للسيد سيدي محمد ولد ببكر دفع بكثير من أعضائه وأنصاره إلى هجره. فهم غاضبون من هذا القرار الذي يعتبرونه بمثابة خيانة للرؤية السياسية الأصلية التي انضموا إلى الحركة الإخوانية وانخرطوا في الحزب ودعموه على أساسها، مذكرين بأن الوزير السابق ورئيس الوزراء في نظام ولد الطايع ينحدر من نظام هو ألد اعداء الحركة في موريتانيا.. وأنه من صانعي التطبيع مع اسرائيل. وقد نشروا وتداولوا على نطاق واسع صورة جد معبرة في هذا المضمار.. كما استخدمها أيضا خصوم آخرون لولد ببكر وكذلك "المناوئون للتطبيع".
في حين يرى فريق كبير من المنشقين عن تواصل أن ولد الغزواني هو أكثر المرشحين تأهيلا للاستجابة لتطلعات الموريتانيين.
وهذا هو البرهان الأكثر ورودا في تعليلات المنسحبين لخيارهم السياسي الجديد. ومن بين هؤلاء الذين أعلنوا مؤخرا عن قرارهم بشكل جماعي، السادة:
- محمد محمود ولد زين العابدين ولدالشيخ زيني،
- التقي ولد يوباه، ومرشح لمنصب عمدة بلدية شكارعن حزب تواصل ومستشار البلدي
- الاستاذ الخليل ولد الشيخ زيني، منتسب لحزب تواصل وداعية.
وقبلهم توصل كذلك رئيس حزب تواصل برسائل استقالات عديدة ،فردية وجماعية، كان من آخرها، رسالة الاقتصادي و الأستاذ الجامعي السيد الطالب إبراهيم ولد الطلبة. وكان يشغل وظيفة "عضو أمانة الشؤون الاقتصادية" في الحزب. كما سبق لموريتانيا المعلومة أن غطت وعللت استقالات عديدة أخرى شهدها تواصل، مثل: استقالة السيدتين د. لاله بنت سيدي الأمين ود. عيشة بنت عالي ولد الشيخ المهدي والسيد محمد عبد الرحمان ولد باباه الملقب "دَبَّ"، وقبل ذلك استقالة السفير السابق المختار ولد محمد موسى.
ونخشى أن تطول اللائحة...!!
تصنيف: