لا أترفع بالقوم عن المكر السياسي.. ولا أنأى بهم عن الحسابات التكتيكية المريبة.. بل أعتقد أنهم كمثل السياسيين في معظمهم يناورون لبلوغ أهدافهم ما استطاعوا لذلك سبيلا. وكغيرهم أيضا فإنهم لن يبخلوا جهدا لتفادي المخاطر الناجمة عن مواقف يتخذونها قد تؤدي إلى انفلات الأمر من بين أيديهم. ومن ذلك حذرهم الشديد اتجاه كل تصرف من شأنه أن يفقدهم السيطرة التامة على أنصارهم وأن يجعل من الصعب عليهم اجتذاب أنصار الخصم واستمالتهم أو على الأقل تحييدهم و شل فعاليتهم.. خاصة لما يكون التنافس يجري في ظرفية سياسية تتسم بتحضير استحقاقات انتخابية مفصلية التناوب فيها حتمي على الكرسي الرئاسي.
لذلك فإنني اجزم بأن تلويحهم الكاذب والمضلل بالتصويت لمرشح الأكثرية الحالية - إن تأكد- سيكون محفوفا بكثير من الحذر والحيطة من طرفهم.. وإلا فأنهم سيفقدون اصواتا كثيرة بسببه.. لأن تشويشهم القائل بالتصويت للسيد محمد ولد غزواني سيقع أولا وقبل كل شيء في آذان قواعدهم الانتخابية التي سيعمل كثيرون منها بمحتوى ما سمعوه وهم ليسوا على علم بأنه كذبا موجها لغيرهم.
وهذه مناورة لعمري بالغة الخطورة على أصحابها!
ورغم ذلك فإنها لا تُستبعد إطلاقا.. علما أن الإخوان المسلمون في موريتانيا- رغم كونهم مناورين محنكين- لا يتحلون دائما بما فيه الكفاية من النضج السياسي.. كما تدل على ذلك المبررات المشينة التي برر بها محمد غلام صلاتهم خلف معمر القذافي رحمة الله عليه.. والتي كان لها أثر ماساوي بالنسبة لهم على الرأي العام وعلى النخبة الدينية. وكذلك فإن سكوت قومه وانزواءهم حتى تمر العاصفة التي أثارتها تصريحاته يعبران عن ضعف أمام الاخطاء التي يرتكبون لا يستهان به، حيث تواروا عن الأنظار كما يدفن النعام رأسه في الرمال حين يشغر بالخطر.
هذا بالإضافة إلى كون صاحب التدوينة التالية السيد محمد ولد سيدي عبد الله- مستشار الوزير الأول- لا يخرج ريشته عبثا ويعلم عادة ما يقول. وحسب علمنا فهو أول من أثار دعما كاذبا "لبعض القياديين البارزين في حزب تواصل لمرشح الأكثرية السيد محمد ولد الشيخ محمد أحمد مسوّغين شائعتهم ببعض الدعايات التي يسوقونها لزرع الخلاف وإثارة الشك وتسميم الأجواء داخليا وخارجيا" على حد قول مستشار الوزير الأول.
البخاري محمد مؤمل (اليعقوبي)
---------------------------------------------------------
"عمل بعض الإخوة في حزب تواصل على إشاعة دعم قياديين بارزين في الحزب للمرشح محمد ولد الشيخ محمد أحمد مسوّغين شائعتهم ببعض الدعايات التي يسوقونها لزرع الخلاف وإثارة الشك وتسميم الأجواء داخليا وخارجيا، وعن حسن نية يروج إخوتنا في الموالاة لهذه الشائعة فرحا بالخبر الذي تمت دراسته وأشير إلى الآلة الإعلامية ببثه من خلال وسائط متعددة بما في ذلك تصويره للموالين كما لو كان أمرا مهما لهدف إثارة بلابل داخلية!
على الإخوة في الموالاة أن يضعوا إشارات الاستفهام أمام الشائعة الإعلامية التي يطلقها هؤلاء لدق الإسفيين، وعلى الإخوة في الجانب الآخر إدراك وعينا لمستوى وأهداف خطابهم، وعلينا جميعا أن نقرأ في سيرة المرشح الذي يمثل اختياره أكبر انتكاسة لمشروع الإخوان المسلمين في موريتانيا.
محمد ولد سيدي عبد الله"
تصنيف: