أسيء فهمي وفهمه : صلاة للملاهي.. ولا لله !

محمد غلام

الرجل كان واضحا وصريحا في حديثه عن تلك الصلاة. ولا أظن أحدا يقدر أن يشكك في صدقه لما فسر الدوافع الـتي أدت به هو وقومه "الإسلاميين" إلى المشاركة فيها. بل اجزم أنه كان صريحا جدا. بل ربما بالغ في الصراحة لحد قد يحسبه كثيرون – بمن فيهم قومه السياسيون- سذاجة لا تليق بمن هم في مستواه السياسي. ونفترض أن محاولتهم التخفيف من اضرار صراحته المفرطة تسببت في تقاعسهم وتفاديهم الخوض في الموضوع حتى تمر العاصفة التي أثارها حديث صاحبهم.

وخلافا لما توهمه البعض، ففي الورقة السابقة التي كتبت حول الموضوع، لم أقل أن المعني صلى قبل ذلك خلف معمر القذافي - رحمه الله - مرة أو مرتين في مالي.. ولا أنه تعمَّد أن يعبد الله بطريقة فاسدة. بل لم أذكر غير ما قال هو – أي محمد غلام ولد الشيخ الحاج  -عن نفسه : الصلاة التي أداها خلف القذافي بالملعب الأولمبي في نواكشوط عام 2009 لم يكن يعتبرها صلاة لله.. بل بيَّن بكل وضوح أنها لعبة يريد منها هو وقومه في تواصل أن لا يتغيبوا عن فرصة سياسية تسابق كل الطيف والقوى السياسية في البلد عليها حسب ما ذكر. فهي إذا بالنسبة له ليست صلاة لله وإنما للملاهي.

ولا يخامرني شك في أنه أدى صلاة عشاء أخرى لله ولا سواه، صلاة لم يترك فيها  شرطا، ولا ركنا، ولا سُنة، ولا مندوبا؛ اللهم إن كان ناسيا.

 غير أن تساؤلاتي السابقة تبقى قائمة حول صلاة الملاهي التي شرح محمد غلام كيف ولماذا أداها بدون وضوء، ولا تكبرة احرام، ولا تسليم  :

هل يجوز لمسلم - أيا كان توجهه السياسي - أن  يجعل من الصلاة التي هي عماد الدين وأم العبادات، ان يجعل منها تظاهرة فولكلورية يناور بها بغية إرضاء مخلوق أو الحصول على منافع دنيوية: سياسية أو غيرها؟

وما هو موقف العارفين بشرع الله من هذه القضية أيا كان توجههم السياسي؟

فحبذا لو أفتانا في هذه المسألة علماؤنا الاعيان.. خاصة رموزهم  المعروفين والناشطين كثيرا في وسائل الإعلام وعلى شبكات التواصل الاجتماعي، مثل الشيخ محمد الحسن ولد الددو وغيره... وكذلك الذين يوجهون خطابهم الدعوي إلى الأوساط الشعبية العريضة مثل الشيخ محمد ولد سيدي يحيا.

البخاري محمد مؤمل

تصنيف: 

دخول المستخدم