بيرام ولد الداه ولد اعبيد زعيم حركة "إيرا" المحظورة قانونيا رجل مناور يلعب على أوتار عدة تتغير حسب الزمان والمكان. غير أنه يمكن حصرها في الظروف الراهنة في ثلاثة اهداف ونوعين من الخطاب:
الأهداف
يعمل بيرام جاهدا من اجل:
- سحب البساط من تحت اقدام الزعماء التارخيين للحركة الانعتاقية الموريتانية مثل : بيدل، مسعود ولد بلخير، اسغير ولد امبارك... ومن يجري في فلكهم، والعمل على منع اجيال جديدة غيره من ركوب موجة محاربة الرق وآثاره.
- تضليل واستدراج بعض الأوساط الغربية التي تعمل أو تناور تحت شعار حقوق الإنسان أو تهتم بهذا المجال؛
- الحصول على الحد الأدنى من الأنصار داخل لحراطين و بعض الزنوج في داخل الوطن والعمل على أن تكون لهم به علاقة تبعية تسمح له باستخدامهم كآلة في تصرفاته الاستفزازية ومناوراته المختلفة.
خطاب محترم خارجي.. وخطاب عنيف للاستهلاك المحلي
وتبعا لهذه الأهداف، فإن بيرام يطور نوعين من الخطاب السياسي: خطابا محترما خارجيا وخطابا عنيفا للاستهلاك المحلي.
خطاب حقوقي وسياسي موجه للغرب. يراد من هذا الخطاب الحصول على آذان صاغية في الأوساط الغربية التي تعمل أو تناور تحت شعار حقوق الإنسان. وقد حقق بيرام نجاحات باهرة في هذا المجال.. أكبر دليل عليها هي الجوائز التي حصل عليها.
ويساعده في نجاح هذا النوع من الخطاب كونه يجمع بين الاستفزاز والتظاهر بالاحترام رغم كونه مفتعلا.. لأن صاحبه يبتعد ما استطاع لذلك سبيلا عن اللغة والعبارات الساقطة والعنيفة. معوضا عنها بتوظيف مؤهلاته الخطابية والإعلامية الفائقة.. كما يركز على أن تكون لغته متداولة في الغرب: الفرنسية، الإنكليزية...
خطاب عنيف يحتقر لحراطين . أما النوع الثاني من الخطاب الاستفزازي، فهو عنيف وموجه لاتباعه من "لحراطين" دون غيرهم اعتقادا منه أنه هو الذي يليق بمستواهم الفكري. لأن رفاقه السابقين من الاطر المميزين الذين تخلوا عنه ومنهم العارفون به جيدا - مثل الدكتور السعد ولد لوليد، الفقيه محمد فال ولد الرشيد، براهيم بلال رمظان... يجمعون على أن بيرام لا يولي أي احترام للشريحة التي يتباهى بالدفاع عنها وبالحديث باسمها. فهو يكتفي بالحصول على أدنى حد من الأنصار في هذا الوسط. وتكتيكاته الدعائية مبنية على اعتقاده بأن هذا النوع من الجمهور -الذي يستهدفه- لا يفهم ولا يتقبل بحماس إلا سطحيات الأمور والعبارات الساقطة والساخطة مثل التي يتلفظ بها في التسجيل الصوتي المرفق: "افظيم فيكم"، مَرُّ، "يعملكم"، "كلب"، "جاسوس"، "اخطُ اعل بَيُّ أو بيْ ذاك"...
خطاب مخفي عن الغرب.. ويسهر بيرام على أن يكون هذا الخطاب باللغات المحلية حتى لا يسمعه الغربيون لأنه يخفي عنهم هذا الجانب العنيف من اوجهه المتعددة. وكما اسلفنا، يشكل التسجيل الصوتي التالي نموذجا ساطعا من هذا النوع من الخطاب المتطرف العنيف الذي ينشره بيرام بين أنصاره. ونراه هنا يعاملهم كما لو كان زعيم عصابة يأمر اتباعه بالانتقام من صحفي تصرف بشكل يخالف ما كان يتوقعه ويريده زعيم العصابة حسب ما يفهم من ردة فعل بيرام الغاضبة والساخطة على التحقيق الذي اجراه الصحفي دداه عبد الله حول اتفاق سياسي بين "إيرا" و"حزب الصواب" وقد نشر الصحفي الفيديو تحت عنوان : " المهنة مراسل: زواج متعة".. مما اثار حفيظة برام واغضبه لدرجة أنه دعا أنصاره إلى معاقبة الصحفي كما تفعل المافيا الإيطالية وعصابات الإجرام في بلدان عديدة، حيث تحاول مضايقة وتخويف وحتي قتل الصحافة التي تحقق في شأن جرائمها، قائلا لهم بلهجة حسانية نابية ووقيحة تدعوإلى العنف والجريمة : "سبوه وسبوا ذويه وذوي ذويه... "إنه كلب".. "سوف أرد عليه بأشنع من ذلك".
لا.. لا.. لن نقبل- يا بيرام- بتكمميم افواه الصحافة!
وهذا الأمر يشير إلى أن الصحفي المعني معرض لأخطار أمنية بسبب دعوة بيرام التي ينبغي على الفاعلين اخذها بعين الاعتبار مهما كانوا: سياسيين، معارضة، موالاة، حقوقيين، اعلاميين، أجهزة أمن الدولة... الخ. يجب على هؤلاء جميعا أن ان يتصرفوا وبقوة ضد دعوة بيرام إلى الاعتداء على مواطن. فينبغي أن يعلنوا موقفهم من هذا النوع من التطرف العنيف. فأيّا كان دافعه وأيا كان المستَهدَف، فهو مرفوض من جميع النواحي. وعلى صاحبه أن يعلم أننا لن نقبل بتكميم افوه الإعلام.
موريتانيا المعلومة
تصنيف: