يشكل التعليم وسيلة لتمكين الأشخاص من المشاركة الفعالة في تحويل المجتمعات التي يعيشون فيها والنهوض بها إلى مصافي الأمم المتقدمة، فالتعليم يرفع من قدرة الإنسان على زيادة الانتاج وتحقيق معدلات للنمو الاقتصادي، كما تلعب المؤسسة التعليمية دورا كبيرا في المساهمة الفعالة في تحقيق التنمية وإعداد الكوادر التي يحتاج إليها سوق العمل.
وعرف قطاع التعليم على مستوى ولاية داخلت نواذيبو بجميع مكوناته الابتدائي والثانوي والمهني كغيره من القطاعات الأخرى تطورا بارزا خلال السنوات الماضية بفضل الاهتمام المتزايد للسلطات العليا بهذا القطاع مما مثل فرصة سانحة حسب البعض لاستشعار الأهمية المركزية للتعليم باعتباره محور للتنمية وأداة نماء للبلد.
وشهد التعليم بمختلف مستوياته على مستوى الولاية تحسنا ملحوظا خاصة في ما يتعلق بالنوعية والجودة إضافة إلى ما شهدته البنى التعليمية من تطور ساهم بشكل كبير في حل مشكلة الاكتظاظ التى طالما اعتبرها البعض من أهم المشاكل التي تقف امام تطور هذا القطاع الحيوي .
وفي هذا الإطار أكدت المديرة الجهوية للتهذيب على مستوى ولاية داخلت انواذيبو السيدة صفية بنت بمب في تصريح للوكالة الموريتانية للأنباء أن قطاع التعليم على مستوى الولاية شهد خلال السنوات الماضية بعض التحسينات بالغة الأهمية خاصة في ما يتعلق بالبنى التحية للمدارس وذالك من خلال دعم الولاية بعدة مؤسسات تعليمية كثانوية الامتياز وبناء ابتدائية بحي مدريد وتوسعة عدة مؤسسات عبر تشييد أزيد من ٢١حجرة مدرسية إضافة إلى الانتهاء من الأشغال في المجمع النموذجي في مقاطعة الشامي الذي يشمل ستة عشرة حجرة تربوية وأربعة أجنحة لسكن التلاميذ.
وأضافت أن البنى التحتية شهدت هي الأخرى تحسنا ملحوظا حيث تم فتح إعدادية في بلدية اتميمشات وابتدائية في مقاطعة الشامي ضمن الجهود المبذولة لمواكبة الزيادة المطردة في عدد التلاميذ و الإقبال المتزايد من السكان وارتفاع أعداد ساكنة الولاية الذي تشهد اقبالا متزايد بعد إعلانها منطقة حرة .
ونبهت المديرة الجهوية للتعليم إلى أن هذه الجهود شكلت إضافة نوعية ساهمت بشكل كبير في الحد من الاكتظاظ و تحسين العرض المدرسي.
وأشارت إلى أن الولاية عرفت خلال السنة الماضية زيادة في نسبة النجاح في الشهادات والمسابقات الوطنية مقارنة مع باقي ولايات الوطن حيث بلغت نسبة النجاح في دخول السنة الأولى إعدادية ٦٨٪ من المشاركين على مستوى الولاية وهي نسبة مرتفعة جدا وكذلك كما هو الحال بالنسبة للناجحين في باكالوريا الرياضيات مقارنة مع النسب في باقي ولايات الوطن.
وأبرزت المديرة الجهوية أن هذا التحسن في نسب النجاح ناتج عن الاهتمام بالسنوات النهائية من حيث النوعية والإسناد للأساتذة المتميزين إضافة إلى العناية التى يوليها أباء التلاميذ للعملية التربوية .
وتطرقت المديرة الجهوية لبعض المشاكل المطروحة على هذا القطاع حيث أكدت أن الطاقم البشري يعد من ابرز التحديات المطروحة مبرزة بعض الجهود المبذولة في هذا الإطار والمتعلقة باكتتاب حملة الشهادات أو ما يعرف بالمتقاعدين.
وفي مجال التكوين المهني والفني شهدت الولاية تطورا ملحوظا في ما يتعلق بتوفير يد عاملة قادرة على تحريك عجلة التنمية والاقتصاد في البلد.
وفي هذا الإطار يبرز مدير ثانوية التكوين المهني والفني السيد سيد محمد ولد محمد المختار في تصريح للوكالة الموريتانية للأنباء أن السنوات الأخيرة عرفت تطورا كبير في ما يتعلق بالتكوين المهني والفني نظرا للعناية البارزة التي يوليها فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز لهذا القطاع الذي باعتباره رافدا مهما للتنمية .
وأشار إلى أن هذا القطاع عرف خلال السنوات الماضية تشخيصا لوضعيته من اجل الوقوف على النواقص التي يعاني منها هذا القطاع والعقبات التي تقف حائلا أمام تطويره ومساهمته بشكل فعال في التنمية الاقتصادية في البلاد.
وابرز أن البرامج الموجودة حاليا تمثل إحدى أهم المشاكل التي كان يعاني قطاع التكوين المهني لعدم ملائمتها مع المتطلبات العصرية إضافة إلى وضعية المباني والتجهيزات الموجودة التي تشكل هي الأخرى مشكلة تقف أمام مجاراة التطور القائم في البلد.
وأضاف مدير الثانوية أن الدولة وأمام هذا الوضعية التى كان يعيشها هذا القطاع قامت بالعديد من الإجراءات ساهمت بشكل كبير في انتشال هذا القطاع من الوضعية التي كان يعيشها قبل ٢٠٠٩ والرفع من مردوديته ومن هذه الاجراءات زيادة القدرة الاستعابية للمؤسسة بنسبة ١٠٠٪ من خلال بناء ورشات جديدة تتلاءم مع المتطلبات و تحديث جميع التجهيزات التى تتوفر عليها هذه المؤسسة وكذا تحديث برامج التكوين واستحداث مستوى جديد من التكوين في المؤسسة يتمثل في إعدادية فنية خاصة بإعداد المتفوقين من الشباب المتجاوزين إلى السنة الأولى إعدادية في مجال التكوين والتكوين الفني .
وأضاف انه تم كذلك تكوين جميع الكادر البشري في المؤسسة البالغ ٤٥ أستاذا في الخارج خلال السنوات الماضية من اجل تحيين معلوماتهم والاطلاع على التطور الحاصل في مجال التكوين الفني والمهني، كما اعتمدت على المستوى الوطني سياسة تأخذ بعين الاعتبار خصوصية كل منطقة ومتطلباتها حسب حاجة المنطقة.
وأوضح في هذا الإطار انه تم التركيز بمنطقة نواذيبو على ثلاثة مجالات أساسية هي الصيد والتعدين (الصناعة)والخدمات العامة وهي مجالات تحتاجها الولاية في ضوء إعلانها منطقة حرة الأمر مما يتطلب وجود يد عاملة ماهرة وفنيين قادرين على تحريك عجلة التنمية .
وأشار إلى أن هذه الانجازات التي عرفتها المؤسسة مكنتها من النهوض بحيث أصبحت قادرة على أداء مهامها بشكل جيد في توفير العمالة التى يحتاجها سوق العمل حيث أظهرت بعض الإحصائيات ان نسبة مساهمة الخرجين من هذه الثانوية في سوق العمل بلغت ٧٤٪ .
ملف من إعداد الوكالة الموريتانية للأنباء
تصنيف: