أظهرت الخطوات الأخيرة لحزب التجمع الوطنى للإصلاح والتنمية المعارض ( تواصل) ضعف تقدير بعض رموزه للمرحلة السياسية، وانشغال ببعض الخطوات الأخرى عن التحضير الجيد للانتخابات المقررة سبتمبر، والتى حسم الحزب ملف المشاركة فيها قبل أسبوعين.
ولعل من أسوء هذه القرارات هو الدفع بالشباب نحو تنظيم مؤتمره العام، بحكم ماسيتطلبه الأمر من تحضير وجهد مالى يمكن استثماره فى التحضير للانتخابات، ناهيك عن إشغال القوة المحركة لأي نشاط عن التعبئة والتخطيط والمساهمة الفاعلة فى التحضير للانتخابات المقبلة، والدخول فى أجواء المؤتمر والصراع من أجل القيادة، بدل الدفع بكل الجهود نحو تنفيذ قرار الحزب القاضى بالمشاركة الفاعلة فى الانتخابات والتحضير لها.
وكان بعض رموز الحزب يعتقدون بأن إقرار المؤتمر فى هذا الوقت تخطيط سيئ، ومجاملة لبعض الفاعلين فى المنظومة الشبابية، حيث أن القوة الشبابية فى الداخل مابين مشغول بأزمة المنمين والأعلاف، أو منشغل بالامتحانات الجامعية والثانوية، وهو مايعنى القضاء بالفعل على فرص المشاركة لدى جمهور عريض من رموز الحركة الشبابية وأبرز الفاعلين فيها، أو إفساد الموسم التربوى بشغل الشباب عن الدراسة وشغل غير الدارس عن المساهمة فى الحملة التحضيرية للانتخابات التشريعية والبلدية والجهوية المقبلة.
وتميل مجمل الأوساط الحزبية بموريتانيا و"تواصل" سابقا منها إلى عقد مؤتمراتها السياسية فى نهاية السنة ( راحة دجمبر) أو مارس ( العطلة الثانية)، حيث تكون الأطراف المشاركة على قدر واحد من التحضير والإهتمام، بدل عقد مؤتمر عام لمنظومة شبابية يعتقد أنها الأفضل داخل الحزب فى أوج الامتحانات النهائية، وقبل أسبوعين من طرح اللوائح وانطلاق الحملات التحضيرية للانتخابات التشريعية والجهوية.
تصنيف: