دعا الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز في خطاب القاه اليوم الجمعة في جلسة مغلقة للمؤتمر الدولي رفيع المستوى حول الساحل الذي احتضنته العاصمة البلجيكية ابروكسل أمس إلى تعاون مبني على ركيزتين: الامن والتنمية. وطالب باستصدار قرار أممي (مجلس الأمن) حول القوة العسكرية المشتركة لمجموعة ساحل 5 يتضمن تفويضا واضحا وصريحا يستند إلى البند السابع من ميثاق الامم المتحدة.
وفيما يلي النص الكامل لخطابه:
"بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على اشرف المرسلين
أصحاب الفخامة ايها السادة والسيدات
اود في البداية ان اعبر عن امنتاني للسادة الرؤساء المشاركين لهذا المؤتمر على الدعوة الكريمة التي وجهوها الينا.
ان هذا المؤتمر يؤكد اهتمام المجموعة الدولية بالاستقرار والتنمية في منطقتنا وهي مناسبة لتوجيه الشكر اليهم جميعا.
اصحاب الفخامة ايها السادة والسيدات
لقد ادى تسلل عناصر اجنبية راديكالية الى منطقة الساحل منذ اكثر من عشر سنين الى ظهور الارهاب فيها وساعدت على ذلك الاوضاع الصعبة في المنطقة مثل التصحر وتدهور البيئة وضعف الخدمات العمومية في بعض المناطق والازمات السياسية المستعصية وانخفاض النمو الاقتصادي الذي فاقمته الزيادة المرتفعة للسكان .
غير ان نمو الظاهرة وتجذرها يرجع إلى ديناميكيتها الذاتية التي يغذيها اقتصاد قائم على الجريمة مثل التهريب المربح للمخدرات واختطاف الرهائن للحصول على الفدى التي تدفع مباشرة للارهابيين دون قيد اوشرط .
إن مكافحة الإرهاب تتمثل أولا في القضاء على عوامل انتشاره عن طريق العناية الخاصة بالتكوين وتشغيل الشباب وتحسين ظروف معيشة السكان بتنمية البنى التحتية والخدمات القاعدية بالاستثمار الواسع في ميادين الطرق والصحة والطاقة والانشطة المدرة للدخل، كما ينبغي تجفيف منابع تمويل الإرهاب بمكافحة أنشطة تهريب المخدرات والبشر والوقوف في وجه دفع الفدى لان دفعها وإن ادى إلى تحرير بعض الابرياء فانه يوفر إمكانيات إضافية للخاطفين يشجعهم على تهديد أرواح عدد اكبر من الضحايا المحتملين.
أصحاب الفخامة ايها السادة والسيدات
ان انشاء مجموعة دول الساحل الخمس في شهر فبراير 2014 في نواكشوط هو ثمرة للإرادة القوية المشتركة لدول الساحل الخمس التي اصبحت بموجب ذلك اليوم اطارا مناسبا لتضافر كل الجهود الهادفة الى تحقيق الامن ودفع التنمية المستدامة في الساحل .
اصحاب الفخامة ايها السادة والسيدات
يحق لنا ان نهنئ انفسنا على تشكيل القوة المشتركة لمواجهة التحديات المشتركة الامنية فهي استجابة مناسبة للتهديدات التي تواجه منطقتنا.
وبهذه المناسبة اتقدم بالشكر الى شركائنا واصدقائنا في المملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة والولايات المتحدة الامريكية والجمهورية الفرنسية والاتحاد الاوروبي على مساهمتهم المالية الثمينة دعما لجهود دولنا.
فاذا كانت القوة المشتركة تمثل اداة ضرورية لأمن منطقتنا فإن استمرارها يظل مرهونا بالامكانيات الضرورية لنجاعتها حاضرا ومستقبلا .
ويستدعي ذلك في المقام الاول تفويضا واضحا وصريحا يستند إلى البند السابع من ميثاق الامم المتحدة يعزز القرارات السابقة وبعطي لعمل القوة المشتركة الشرعية الكاملة.
كما ان توفير الموارد المالية الكافية ضروري لتأمين استمرار القوة المشتركة ونجاعتها العملياتية وينبغي ان توجه تلك الموارد بالكامل لتوفير العتاد الملائم للقوات على الارض.
ويمثل انشاء صندوق ائتمان استجابة لمتطلبات الشفافية والسرعة والكفاءة في الاداء.
فوضع الصندوق تحت وصاية الامانة الدائمة لمجموعة دول الساحل الخمس سيمكن من التنسيق والانسيابية الضرورية لتوفير وتسيير الموارد .
بالاضافة الى ذلك فإن نهج الحكامة المقترحة لإدارة هذا الصندوق يستجيب بشكل تام لضرورات التسيير الجيد نظرا لوجود لجان دعم ومراقبة.
اصحاب الفخامة ايها السادة والسيدات
في ميدان مكافحة الارهاب فإن الاولوية بلاشك هي اعادة استتباب الامن ويظل تحقيق التنمية الاقتصادية هدفا بالغ الاهمية للمحافظة على المكاسب التي انجزت في مجال الامن خصوصا اننا وضعنا في هذا السياق استراتيجية للتنمية والامن .
ويمثل برنامج الاستثمار ذي الاولوية لمجموعة دول الساحل الخمس الترجمة العملية لهذه الاستراتيجية فهو يشمل مجموعة من المشاريع الهيكلية في مجالات البنى التحتية القاعدية التي سيكون لانجازها أثر مباشر وواضح وقابل للقياس على تحسين ظروف معيشة السكان.
وهكذا فإنه يتوجب الاسراع بتوفير هذه التمويلات وتوجيهها كاملة الى مشاريع ملموسة مع العمل على تلافي التعقيدات البيروقراطية والادارية.
ان شركاء مجموعة دول الساحل الخمس مدعوون الى الوقوف الى جانبها لانجاز هذه المهمة الاساسية لمستقبل المنطقة وللأمن في افريقيا وفي العالم.
اشكركم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاتة.
تصنيف: